«صلى الله عليه وآله» إلى الصباح ، فخرج من بينهم في فحمة العشاء ، وبقي علي «عليه السلام» نائما مكانه ، وهذا يكذب أنه قد خرج ظهرا.
٤ ـ كيف يكون قد خرج من بيت أبي بكر ، مع أنهم يقولون : إن القائف كان يقص أثر رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، حتى بلغ مكانا ؛ فقال : هنا صار مع محمد آخر.
بل البعض يصرح : أنهم قد عرفوا أنها قدم ابن أبي قحافة (١). واستمروا على ذلك حتى بلغوا إلى فم الغار ، وبذلك كله يعلم أيضا عدم صحة ما روي من أنه «صلى الله عليه وآله» مشى ليلته على أطراف أصابعه ؛ لئلا يظهر أثر رجليه حتى حفيت رجلاه ، (كأن المسافة بعيدة إلى هذا الحد!!) ، فحمله أبو بكر على كاهله ، حتى أتى على فم الغار ، فأنزله.
وفي رواية : أنه ذهب إلى الغار راكبا ناقته الجدعاء ابتداء من منزل أبي بكر (٢).
ولا ندري من الذي أرجع الناقة إلى موضعها الأول ، فإن وجودها على مدخل الغار لن يكون في صالحهم ، إلا أن يكون قد خبأها في مكان ما ، ولكن أين يمكن أن تخبأ الناقة يا ترى؟!
__________________
(١) البحار ج ١٩ ص ٧٤ وعن الخرايج والجرائح وليراجع ص ٧٧ و ٥١ وليراجع أيضا إعلام الورى ص ٦٣ ، ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٢٨ ، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٧٦.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٤ ـ ٣٨ وراجع ، تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٨. والدر المنثور.