.................................................................................................
______________________________________________________
ـ ولا فرق بين كون غاية السفر معصية كما في الخبر الأخير وبين كون السفر بنفسه معصية كالفار من الزحف وتارك الجمعة بعد وجوبها.
واستشكل الشارح في روض الجنان بالتعميم وخصه بالسفر الذي تكون غايته معصية فقط بدعوى أن النصوص ظاهرة فيه ، وأما السفر الذي بنفسه معصية فلا وإلا للزم عدم الترخص إلا للأوحدي من الناس إذ غالب الأسفار مستلزمة لترك واجب كترك التعلم الواجب عينا أو كفاية ونحوه.
وفيه : لقد ورد في خبر عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام : (عن الرجل يخرج إلى الصيد أيقصر أم يتم؟ قال : يتم لأنه ليس بمسير حق) والتعليل الوارد وفيه عام يشمل سفر المعصية كما يشمل السفر الذي غايته معصية بالإضافة إلى قوله عليهالسلام في صحيح حماد المتقدم : (أو في معصية الله).
نعم إن تارك الواجب كالتعلم ونحو هو عاص بنفس الترك لا بالسفر إلا إذا كان السفر هذا خاصا له وقلنا بأن الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضده الخاص وقد حرر في محله عدم الاقتضاء ثم لو سافر للصيد فإن كان لقوته وقوت عيالة قصّر بلا خلاف ويدل عليه لمرسل محمد بن عمران القمي عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إن خرج لقوته وقوت عياله فليفطر وليقصر ، وإن خرج لطلب الفضول فلا ولا كرامة) (١) ولأنه سفر مأذون فيه بل قد يجب إذ تعين تحصيل رزقه ورزق عياله عليه فلا يكون سفرا محرما.
وكذا لو سافر للصيد وكان لطلب التجارة كما هو المشهور بين المتأخرين ، لخروجه عن سفر المعصية فيقصر ويفطر إلا أن المحكي عن الشيخ في المبسوط وابن البراج وابن حمزة ويحيى بن سعيد أنه يقصر الصوم دون الصلاة ، وأشكل عليه في المعتبر بقوله : (ونحن نطالبه بدلالة الفرق ونقول : إن كان مباحا قصّر فيهما وإن لم يكفه أتمّ فيهما) ويدل على التسوية بين الصوم والصلاة صحيح معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إذا قصّرت أفطرت وإذا أفطرت قصرت) (٢).
ثم إذا كان الصيد لهوا كما يستعمله أبناء الدنيا وجب عليه التمام ، بالاتفاق ، وحكاه في الأمالي عن دين الإمامية ويدل عليه النصوص الكثيرة كمرسل القمي المتقدم وخبر السكوني المتقدم في بحث من اتخذ السفر عملا له : (سبعة لا يقصرون الصلاة : إلى أن قال : والرجل يطلب الصيد يريد به لهو الدنيا والمحارب الذي يقطع السبيل) (٣).
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٩ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ٥.
(٢) الوسائل الباب ـ ١٥ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ١٧.
(٣) الوسائل الباب ـ ٨ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ٥.