بأن يسافر ثلاث سفرات (١) إلى مسافة ، ولا يقيم بين سفرتين منها عشرة أيام في
______________________________________________________
ـ والاشتقان وهو البريد ، والراعي والملاح لأنه عملهم) (١).
ومضمر إسحاق بن عمار : (سألته عن الملاحين والأعراب هل عليهم تقصير؟ قال : لا ، بيوتهم معهم) (٢).
ومرسل سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي عبد الله عليهالسلام : (الأعراب لا يقصرون ، وذلك إن منازلهم معهم) (٣) وباعتبار أن العلة تعمم وتقصر فالمدار إما على كون السفر عملا لهم كما في الخبرين الأولين وإما على كون بيوتهم ومنازلهم معهم كما في الخبرين الأخيرين ثم إن إدراج من كان بيته معه في كثير السفر ليس في محله لأن التمام في حقه باعتبار عدم صدق عنوان المسافر في حقه لأن بيته معه فلم يبق إلا من كان السفر عملا له ، وهو الذي يجب أن يكون عنوانا لا التعابير السابقة ، ولا الترديد بينها وبين العناوين الخاصة الواردة في الأخبار كما عن جماعة أو الاقتصار على هذه العناوين فقط.
وإذا كان المدار على اتخاذ السفر عملا لهم ، فالمرجع في ذلك إلى العرف ، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والعمل الذي يعمله في سفره ومدته ، وعن جماعة منهم الشارح في الروض وابن إدريس أن من تكرر سفره ثلاث مرات فهو كثير السفر ، وعن العلامة أنه يتحقق مرتين ، وفيه : خلو النصوص عن كونه كثير السفر ، فالكثرة غير موجودة حتى يتنازع في تحققها في الثانية أو الثالثة وإنما المدار على صدق كون السفر عملا لهم.
ثم هل يشمل من كان سفره عملا له من كان السفر مقدمة لعمله كمن يعمل في بلد ومسكنه في بلد آخر وبينهما مسافة شرعية والأقوى الشمول لمعتبرة إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام : (سبعة لا يقصرون الصلاة : الجابي الذي يدور في جبايته والأمير الذي يدور في إمارته ، والتاجر الذي يدور في تجارته من سوق إلى سوق ، والراعي ، والبدوي الذي يطلب مواضع القطر ومنبت الشجر ، والرجل الذي يطلب الصيد يريد به لهو الدنيا ، والمحارب الذي يقطع السبيل) (٤). ومن الواضح أن التاجر الذي يتاجر من سوق إلى سوق ليس السفر عملا له بل السفر مقدمة لعمله ومن هنا فمن يدعي أن من كان السفر مقدمة لعمله يصدق عليه أن السفر عملا له لم يذهب شططا ثم المراد من الكري هو الساعي ، والاشتقان هو البريد كما في مرفوع ابن أبي عمير المتقدم ، أو أمين البيدر كما عن الذكرى وغيرها.
(١) قد عرفت ما فيه.
__________________
(١ و ٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ١٢ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ٢ و ١٢ و ٥ و ٦.
(٤) الوسائل الباب ـ ١١ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ٩.