.................................................................................................
______________________________________________________
ذراع صلى الظهر ، وإذا مضى من فيئه ذراعان صلى العصر ، ثم قال : أتدري لم جعل الذراع والذراعان؟ قلت : لا ، قال : من أجل الفريضة إذا دخل وقت الذراع والذراعين بدأت الفريضة وتركت النافلة) (١) وإذا كانت القامة ذراعا باعتبار أن قامة حائط مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت ذراعا ، وجعل وقت الظهر عند الذراع من الفيء ، فيكون الوقت عند صيرورة ظل كل شيء مثله وعليه فلو حمل لفظ القامة على قامة الإنسان وأن مدار فضيلة الظهر عند صيرورة ظل الشخص كمثله فلا تعارض ، وهذا ما تدل عليه طائفة ثالثة من الأخبار منها : موثق زرارة (سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن وقت صلاة الظهر في القيظ فلم يجبني ، فلما أن كان بعد ذلك قال لعمر بن سعيد بن هلال : إن زرارة سألني عن وقت صلاة الظهر في القيظ فلم أخبره فحرجت من ذلك فاقرأه مني السلام وقل له : إذا كان ظلك مثلك فصل الظهر وإذا كان ظلك مثليك فصل العصر) (٢) ومثلها رواية ابن بكير (٣) ، وخبر معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليهالسلام : (أتى جبرائيل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمواقيت الصلاة فأتاه حين زالت الشمس فأمره فصلى الظهر ، ثم أتاه حين زاد الظل قامة فأمره فصلى العصر ، ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب ، ثم أتاه حين سقط الشفق فأمره فصلى العشاء ، ثم أتاه حين طلع الفجر فأمره فصلى الصبح ، ثم أتاه من الغد حين زاد في الظل قامة فأمره فصلّى الظهر ، ثم أتاه حين زاد من الظل قامتان فأمره فصلّى العصر ، ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب ثم أتاه حين ذهب ثلث الليل فأمره فصلّى العشاء ، ثم أتاه حين نوّر الصبح فأمره فصلّى الصبح ثم قال : ما بينهما وقت) (٤) هذا ولا بدّ من التنبيه على أمرين :
الأول : قد عرفت عدم التعارض بين الأخبار لحمل القدمين على الذراع ، والذراع على القامة أعني قامة حائط مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولذا قال في الجواهر : «وقد جرت العادة بأن تكون قامة الشاخص الذي يجعل مقياسا لمعرفة الوقت ذراعا كما أشارت إليه بعض النصوص ، فلأجل ذلك كثيرا ما يعبر عن القامة بالذراع وعن الذراع بالقامة» والنص الذي أشار إليه صاحب الجواهر هو مرسل الصدوق عن الصادق عليهالسلام : (تبيان زوال الشمس أن تأخذ عودا طوله ذراع وأربع أصابع ، فتجعل أربع أصابع في الأرض ، فإذا نقص الظل حتى يبلغ غايته ثم زاد فقد زالت الشمس وتفتح أبواب السماء وتهب الرياح ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٨ ـ من أبواب المواقيت حديث. ٢٧
(٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ٨ ـ من أبواب المواقيت حديث ١٣ و ٣٣.
(٤) الوسائل الباب ـ ١٠ ـ من أبواب المواقيت حديث ٥.