الرّوح ، فيقال : اكتب أجله ، ورزقه ، أو شقي ، أو سعيد. فإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع» ، فذكر الحديث.
لم يذكر عن منصور غيره ، وقد رواه زائدة عن الأعمش ، وعنده أحاديث يتفرد بها ، وقد خرجتها (١) في «فوائد الأصبهانيين» ، وهو حدثني بحديث أبي غالب النضر ، بأحاديث حدّث بها إسماعيل بن عمرو ، سواء لا يغادر منه شيئا ، وذكر أنهما (٢) كانا جارين بأصبهان ، والله أعلم بحالهما. وحدث عن سفيان الثوري بالأحاديث التي كتبناها من إسماعيل بن عمرو ، والحسن بن صالح ، فلم يغادر منه شيئا حدث به عامر بن إبراهيم عنه (٣).
__________________
ـ تخريج الحديث :
في إسناده أبو غالب المترجم له ، وهو مجهول ، وأصل الحديث متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب خلق آدم وذريته ٧ / ١٧٨ مع «الفتح» ط ـ ح ، وكذا أخرجه في القدر الباب الأول منه ، من طريق الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ «إنّ أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما ، ثمّ يكون علقة مثل ذلك ، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات ، فيكتب عمله ، وأجله ، ورزقه ، وشقيّ أو سعيد ، ثم ينفخ فيه الرّوح ، فإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنّة ، فيدخل الجنّة ، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النّار ، فيدخل النار». وكذا أخرج من حديث أنس مرفوعا مع تفاوت فيه. وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٦ / ١٩٠ ـ ١٩٤ مع شرح النووي القدر ، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه من رواية الأعمش ، عن زيد بن وهب بإسناده ، كما مرّ عند البخاري ، ولكنه بطرق ، وكذا من حديث حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مع اختلاف في اللفظ ، وأخرجه ابن ماجة في المقدمة باب في القدر ١ / ٢٩ من طريق الأعمش عن زيد بإسناده كما تقدم ، إلّا أنّ في آخره تقديما وتأخيرا ، يعني : قدم «إن الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنة» على «إنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النار» .. الخ.
فالذي عند أبي الشيخ غريب في لفظه ، كما قال هو إنّه من غرائب حديث أبي غالب النضر.
والله أعلم.
(١) جاء في الأصل : «به وخرجته» ، والصواب ما أثبته.
(٢) أي : النضر وإسماعيل بن عمرو.
(٣) أي : عن النضر أبي غالب.