ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «إنّما يقيم من يؤذّن» ، وكان بلال غائبا (١) ، ولم يحضر ، فأذّن الصدائي ، فجاء بلال ، فأراد أن يقيم ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يا بلال إنّ أخا صداء قد أذّن ، وإنّما يقيم من أذّن» (٢).
(٣١٥) حدثنا الحسن بن علي ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا خارجة بن مصعب (٣) ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «إذا نعس أحدكم فلينم لا يدعو
__________________
(١) في الأصل : غائب والتصحيح من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.
(٢) تخريجه :
في إسناده داود ، أو عبد الغفار ، وهو مجهول كما تقدم.
فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٣٥٢) الصلاة ، باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر من طريق عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ، عن زياد بن نعيم الحضرمي ، عن الصدائي ، قال : لما كان أول أذان الصبح أمرني ـ يعني النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأذنت إلى قوله : فأراد بلال أن يقيم ، فقال له نبي الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنّ أخا صداء الحديث ، وأخرجه الترمذي في «سننه» (١ / ١٢٨) الصلاة حديث رقم (١٩٩) ، باب من أذن فهو يقيم من طريق المذكور عند أبي داود ، وقال : وفي الباب عن ابن عمر ، وكذا ابن ماجه في «سننه» (١ / ٢٣٧) الأذان ، باب السنة في الأذان ، وكذا أحمد في «مسنده» (٤ / ١٦٩) من الطريق المذكور فمداره عند الجميع على عبد الرحمن الأفريقي.
قال الترمذي : «وحديث زياد ـ الصدائي ـ إنّما نعرفه من حديث الأفريقي ، والأفريقي : هو ضعيف عند أهل الحديث ، ضعفه يحيى القطان وغيره قال أحمد : لا أكتب حديث الأفريقي».
وقال الترمذي : ورأيت محمد بن إسماعيل ـ البخاري ـ يقوي أمره ، ويقول : هو مقارب الحديث.
ثم قال الترمذي : والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. أن من أذّن فهو يقيم.
قال السندي : كما في التعليق على «سنن أبي داود» (١ / ٣٥٢) ، «وتلقيهم الحديث بالقبول مما يقوّي الحديث أيضا ، فالحديث صالح ، فلذلك سكت عنه أبو داود ، والله أعلم».
(٣) تراجم الرواة :
تقدم الرواة كلهم قبل قليل سوى خارجة بن مصعب أبي الحجاج السرخسي. متروك مات سنة ١٦٨ ه. انظر «التقريب» (٨٧).