الله عليه وسلم ـ بعثه مصدقا إلى قومه ، فلما أخذ صدقاتهم ، وافق ذلك وفاة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فوثب قومه ، وقالوا : اردد علينا ما أخذت منا.
(٢٨٣) حدثنا محمد بن العباس (١) بن أيوب ، وأبو العباس الجمال ، قالا : ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ، قال : ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا العباس بن عوسجة ، عن فرات القزاز ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّي أمرّ في زمرة سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر كهيئة البرق». قالوا : يا رسول الله : ما يدخل الجنة غير سبعين ألفا؟ قال : «مع كلّ ألف سبعون (٢) ألفا ، ثمّ يمرّون كالرّيح ، وكحضر (٣) الفرس ، وكأيضاع (٤) البعير ، وكشدّ (٥) الرّجل ، ثمّ يكون آخر من يمرّ على الصّراط رجل يكون على إبهامه كشراك النّعل من نور ، فتصيب النّار منه ، فينطلق به إلى نهر الحياة ، فيغتسلون».
__________________
(١) تراجم الرواة :
محمد بن العباس تقدم (في ت رقم ٣) من الحفاظ الكبار ، حسن الحديث.
أبو العباس الجمال : تقدم (في ت رقم ٢). والعباس بن عوسجة لم أقف عليه ، وفرات القزار : او ابن أبي عبد الرحمن التميمي أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله البصري. ثقة. انظر «التهذيب» (٨ / ٢٥٨).
وأبو حازم : هو سلمان الأشجعي الكوفي. ثقة. تقدم (في ت رقم ٤١). بقية الرواة تقدموا في السند قبله.
(٢) في النسختين : «سبعين» ، والتصويب من مقتضى القواعد.
(٣) الحضر بالضم ، والإحضار : نوع من السير السريع للفرس ، أي ارتفاع الفرس في عدوه ، ووثوبه في عدوه. انظر «النهاية» (١ / ٣٩٨) ، و «الإفصاح في فقه اللغة» (٢ / ٩٨٧).
(٤ و ٥) الإيضاع : نوع من سير الإبل السريع ، أي : أسرعت في سيرها كإسراع البعير.
والشدّ : نوع من السير السريع للإنسان. شد : أي عدا واشتد في عدوه ، وأسرع. انظر المصدر السابق (٢ / ٧٥٢) و (١ / ٢٦٢).
تخريجه :
في إسناده العباس بن عوسجة ، لم أقف على ترجمته ، وبقية رجاله ، منهم من هو ثقة ، ومن ـ