هانىء ، عن سفيان ، عن هارون (١) ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى أبيّ بن كعب ، فسأله عن الأرنب ، فقال : وما يحرمها؟ قال : إنّها تطمث (٢). قال : فمتى تطهر؟ قال : لا أدري : قال : فإنّ الذي يعلم متى تطمث يعلم متى تطهر. إن الله تبارك وتعالى لم يدع لشيء أن يبيّنه أن يكون نسيّا (٣). ما قال الله فهو كما قال الله ، وما قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فهو كما قال ، وما لم يقل الله ولا رسوله فبعفو الله ورحمته. لا تبحثوا عنه ، فإنما هي حاملة (٤) من الحوامل (٥).
__________________
(١) تراجم الرواة :
سفيان : هو الثوري.
وهارون : هو ابن أبي إبراهيم ميمون الثقفي أبو محمد ، ثقة ، قاله أحمد وابن معين. انظر «الجرح والتعديل» (٩ / ٩٦) ، و «التهذيب» (١١ / ١٥).
وعبد الله بن عبيد ـ بالتصغير ـ ابن عمير أبو هاشم المكي : ثقة. تقدم (في ت رقم ١٢٩) ، روى عن أبيه ، وقال البخاري : لم يسمع من أبيه شيئا.
وعبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي : ولد على عهد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعدّه بعضهم من كبار التابعين ، وهو مجمع على ثقته ، «التقريب» ص ٢٢٩.
(٢) أي تحيض.
(٣) في «المصنف» (٤ / ٥١٧) لعبد الرزاق أن يكون نسيه.
(٤) في ـ أ ـ ه «حليلة» ، وهو تصحيف ، والصحيح في الأصل كما في «المصنف» (٤ / ٥١٧) لعبد الرزاق.
(٥) رجاله ثقات سوى أحمد بن إسماعيل ، فلم أعرفه ، وأبو هانىء ، وهو محلّه الصدق ، ولكن فيه انقطاع : لم يسمع عبد الله بن عبيد عن أبيه ، كما صرح البخاري ، وقد تقدم ، وأيضا فيه راو مبهم.
فقد أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٤ / ٥١٧) من طريق الثوري به نحوه ، غير أنه ليس فيه ذكر لأبيّ ، إنّما فيه أن عبيد بن عمير قال : جاءه رجل ، فسأله عن الأرنب ، فذكر الحديث.