قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول :
ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من أبي مسعود (١).
وحكى العباس (٢) بن حمدان ، عن إبراهيم (٣) بن أورمة ، قال : بقي اليوم في الدنيا ثلاثة : محمد بن يحيى (٤) النيسابوري بخراسان ، وأبو مسعود الرازي بأصبهان ، والحسن بن علي (٥) الحلواني بمكة ، فأكثرهم حديثا محمد بن يحيى ، وأرفعهم حديثا الحسن بن علي ، وأحسنهم حديثا أبو مسعود (٦).
وحكى عبد الله بن سندة ، عن محمد بن آدم المصيصي ، قال : لو كان أبو مسعود أحمد بن الفرات على نصف الدنيا لكفاهم ، يعني في الفتيا (٧).
(٢٢٧) وسمعت أبا عبد الله (٨) محمد بن يحيى قال : أخرجنا الورقة التي أخرج على أبي مسعود الى العراق الى حجاج بن (٩) الشاعر نسأله عنها ، فخرج إلينا ، فلما رأيناه قمنا إليه ، فرجع معنا ، ودخل الدّار ، وصعد الخوخة (١٠) ، وقال : ما حاجتكم؟ قلنا : ها هنا أشياء نريد أن نسألك عنها ، فقال : سلوا :
__________________
(١) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٢) ، و «تاريخ بغداد» (٤ / ٣٤٤) ، و «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٤٥) ، و «التهذيب» (١ / ٦٦).
(٢) تقدم (في ت رقم ١٥٤).
(٣) سيأتي بترجمة رقم (٣٠٦).
(٤) هو الحافظ أبو عبد الله الإمام الثقة المشهور. انظر ترجمته في «التهذيب» (٩ / ٥١١ ـ ٥١٣).
(٥) هو الخلال أبو علي ، وقيل : أبو محمد الحلواني ، وكان ثقة ديّنا عالما. مات سنة ٢٤٢ ه. انظر المصدر السابق ٢ / ٣٠٢).
(٦) كذا في التهذيب (١ / ٦٦).
(٧) كذا في المصدر السابق.
(٨) أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة. تقدم (في ت رقم ١٠).
(٩) هو حجاج بن يوسف بن الشاعر. انظر ترجمته في «التهذيب» (٢ / ٢٠٩).
(١٠) والخوخة : واحدة الخوخ ، وهي كوة في البيت تؤدي إليه الضوء ، وباب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب. انظر «لسان العرب» (٣ / ١٤).