(٢٢٤) حدثنا محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثني عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، قال : ثني أبي ، عن عبد الله بن وهب ، عن أبي خليفة ، عن علي ـ رضياللهعنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّ الله رفيق يحبّ الرّفق ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف».
__________________
(١) تراجم الرواة :
محمد وسلمة : تقدما في السند قبله ، وعبد الله بن إبراهيم بن عمر الصنعاني ، أبو يزيد : صدوق من التاسعة. انظر «التقريب» ص ١٦٧ ، وأبوه إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني ، أبو إسحاق أيضا صدوق من السابعة. انظر المصدر السابق ص ٢٢ ، وعبد الله بن وهب بن منبه الأنباوي مقبول من السادسة. انظر «التقريب» ص ١٩٣ ، و «التهذيب» ٦ / ٧٥ ، وأبو خليفة : هو الطائي البصري. روى عن علي «إن الله رفيق يحب الرفق». هكذا ذكر في «التهذيب» (١٢ / ٨٨) ، وقال ابن حجر : مقبول من الثالثة. انظر «التقريب» ص ٤٠٤.
تخريجه :
من لطائف هذا الإسناد أنّه اجتمع فيه ثقتان ، وصدوقان ، ومقبولان ، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٦) بإسناده ، ويلتقي مع سلمة بن شبيب به مثله ، وكذا أحمد في «مسنده» (١ / ١١٢) ، ويلتقي مع عبد الله بن إبراهيم بن عمر ، ومنه به مثله. والحديث له شاهد صحيح بلفظه عند مسلم ، وأبي داود ، وأحمد ، والدارمي ، فقد أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» ص ٦٨ ، ومسلم في «صحيحه» (١٦ / ١٤٦) البر والصلة ، باب فضل الرفق ، عن عائشة مرفوعا مثله مع زيادة في آخره ، وهي : «ما لا يعطي على ما سواه» ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ١٥٥ و ١٥٦) الأدب ، باب الرفق ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٨٧) بطريقين ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٣٢٣) الرقائق ، باب في الرفق ، كلهم عن عبد الله بن مغفل مرفوعا مثله ، وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ٦٠٦ الاستئذان ، باب ما يؤمر به من العمل في السفر ، عن خالد بن معدان ، رفعه نحوه ، وكذا أخرج البخاري في «صحيحه» (١٣ / ٥٧) مع الفتح الأدب ، باب الرفق ، وفي (١٥ / ٣٠٨) الاستتابة ، باب إذا عرض الذمي وغيره ، وكذا مسلم في «صحيحه» (١٤ / ١٤٦) مع النووي السلام ، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام ، كلاهما طرفه الأول فقط عن عائشة مرفوعا نحوه.
فالحديث صحيح بشواهده ، والعنف بالضم ، ثم السكون ـ الشدة والمشقة ـ وكل ما في الرفق من الخير ، ففي العنف من الشر مثله ، انظر «النهاية» (٣ / ٣٠٩) لابن الأثير.