جلس ثابت بن قيس (١) في بيته ، فقال : أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأنا من أهل النار ، فأتى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : لست من أهل النار.
(١٧٥) حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته (٢) ، قال : ثنا هريم بن عبد الأعلى ، قال : ثنا معتمر ، قال : ثنا أبي ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : كان عامة وصية رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين حضرته الوفاة : صلاتكم وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل يغرغر (٣) ، وما يفيض (٤) بها لسانه.
__________________
تخريجه :
كلّ رجاله ثقات ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢ / ١٣٣ ـ ١٣٥) مع النووي الإيمان ، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله ، من طريق هريم بإسناده نحوه مع بعض الزيادات فيه ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ١٣٧ و ٢٨٧) به ، وابن جرير في «تفسيره» (٢٦ / ١١٨) بطرق أخرى ، وقد أورد ابن كثير هذه الطرق في «تفسيره» (٤ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧) ، وساقه بسند البزار أيضا في «مسنده».
(١) هو ثابت بن قيس بن شمّاس ، بمعجمة وميم مشددة ، وآخره مهملة : أنصاري خزرجي ، من كبار الصحابة ، بشّره النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالجنة. استشهد باليمامة. انظر التقريب ص ٥٠.
(٢) تراجم الرواة :
محمد بن عبد الله بن رسته : تقدم (في ت ٣ ح ٨) ، وبقية الرواة تقدموا جميعا قريبا سوى قتادة ، وهو تقدم (في ت ٣). ثقة.
تخريجه :
رجاله ثقات سوى ابن رسته ، لم أعرفه ، أي حاله.
فقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» (٢ / ٩٠٠) الوصايا ، باب هل أوصى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من طريق أحمد بن المقدام ، عن المعتمر به ، وأحمد : صدوق ، كما في «التقريب» ، وبقية رجاله على شرط الشيخين ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ١١٧) من طريق سليمان التيمي به مثله ، ولقوله : الصلاة وما ملكت أيمانكم شاهد من حديث علي بن أبي طالب ، وأم سلمة عند ابن ماجة في الجنائز (١ / ٥١٩) ، وإسناده صحيح ، وكذا عند أحمد في «مسنده» (١ / ٧٨ و ٦ / ٢٩٠ و ٣١١ و ٣١٥).
(٣) في النسختين : «يغرغرها» ، وجاء في «مسند أحمد» (٣ / ١١٧) : يغرغر بها صدره ، وما يكاد يفيض لسانه.
(٤) يفيض بالصاد المهملة ، وهكذا جاء في «غريب الحديث» لأبي عبيد (٢ / ١٩) ، و «النهاية» ـ