إملاء ـ أنشدنا علي بن عبد الله الجبلي ، أنشدنا أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي للشافعي (١) :
أحبّ من الإخوان كلّ مواتي |
|
وكل غضيض (٢) الطّرف عن عثراتي |
يساعدني (٣) في كلّ أمر أحبّه |
|
ويحفظني حيّا وبعد وفاتي |
فمن لي بهذا؟ ليت أنّي وجدته (٤) |
|
فقاسمته ما لي من الحسنات |
أخبرني أبو عبد الله عبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الدارمي الخطيب ـ بهراة ـ حدّثنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمّد بن علي الأنصاري ـ إملاء بهراة ـ حدّثنا الشيخ أبو زكريا يحيى بن عمّار ـ إملاء ـ حدّثني أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن عاصم ، حدّثني أبو عبد الله جعفر بن أحمد الشيرازي ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن الأصبهاني عن المزني ، قال : أخذ الشّافعي بيدي ثم أنشدني :
أحب من الإخوان كل مواتي |
|
وكل عفيف الطرف عن عثراتي |
يوافقني في كلّ خير أريده |
|
ويحفظني حيّا وبعد مماتي |
ومن لي بهذا؟ ليتني قد أصبته |
|
فقاسمته ما لي من الحسنات |
فأقسم بالرّحمن أن لو وجدته |
|
لقاسمته مالي من الخيرات (٥) |
تصفّحت (٦) إخواني فكان جميعهم (٧) |
|
على كثرة الإخوان غير (٨) ثقات |
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب المأموني يقول : سمعت أبا عمر الزاهد ينشد للشافعي (٩) :
وإذا سمعت بأن مجدودا حوى |
|
عودا ، فأثمر في يديه فصدّق |
__________________
(١) ديوان الشافعي ص ٣٦ (وفي نسخة أخرى ص ٤٠) وأدب الدنيا والدين ص ١٧٩.
(٢) غض طرفه وبصره فهو مغضوض وغضيض : كفّه وخفضه وكسره.
(٣) في الديوان : «يوافقني» وسيأتي بهذه الرواية.
(٤) في الديوان : أصبته.
(٥) البيت ليس في ديوانه (بنسختيه).
(٦) أي تأملتهم.
(٧) في الديوان : فكان أقلّهم.
(٨) الديوان : أهل ثقاتي.
(٩) من أبيات في ديوان الشافعي ص ٢٩٩ ـ ٣٠٠ وانظر تخريجها فيه.