سمعت الربيع يقول : سمعت الشّافعي يقول (١) :
من استغضب فلم يغضب فهو حمار ، ومن استرضي فلم يرض فهو شيطان (٢).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا أبو البركات بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثنا النقّاش ، حدّثنا الحسين بن حزم ـ بهراة ـ حدّثنا الربيع بن سليمان قال : كتب الشّافعي إلى رجل من أهل الحلقة يهنّئه بولد رزقه ذكر :
بسم الله الرّحمن الرحيم ، أما بعد ، فبارك الله لك في الفارس المستفاد ، وجعله طيّبا من الأولاد ، وحسّن وجهه ، وجمّل صورته ، وأسعد جدّه ، وبلّغك أملك به ، فقرّ عينا يا أخي ، واشدد به عضدا ، واردد به ولدا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، حدّثنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم المؤذن قال : سمعت محمّد بن عيسى الزاهد يقول فيما بلغنا.
أن عبد الرّحمن بن مهدي مات له ابن فجزع عليه جزعا شديدا حتى امتنع من الطعام والشراب ، فبلغ ذلك محمّد بن إدريس الشّافعي فكتب إليه :
أما بعد ، فعزّ نفسك بما تعزّي به غيرك ، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك ، واعلم أن أمضّ المصائب فقد سرور مع حرمان أجر ، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر ، فأقول (٣) :
إنّي معزّيك على أنّي على طمع |
|
من الخلود ، ولكن سنّة الدّين |
فما المعزّى بباق بعد صاحبه |
|
ولا المعزّي ، ولو عاشا إلى حين |
قال : فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنبأنا أبو البركات المقرئ ، أنبأنا أبو القاسم الصيرفي ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي ، حدّثنا الحسن بن سفيان ـ بنسا ـ حدّثنا إبراهيم بن خالد قال : كتب محمّد بن إدريس الشّافعي إلى رجل من إخوانه من قريش يعزّيه بابن أصيب به :
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ٩ / ١٤٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٠١ ـ ٢١٠) ص ٣٢٧.
(٢) كتب بعدها بالأصل : إلى.
(٣) المناقب للبيهقي ٢ / ٩٠ ومعجم الأدباء ١٧ / ٣٠٨ وديوان الشافعي ص ١٠٦.