الحانوت ، وقلت في امرأة جاءت بولد فأنكر الزوج وقال استعرتيه ولم تلديه أنك تقبل فيها شهادة القابلة وحدها ، ورددت علينا الشاهد واليمين ، وكلّ سنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم والخلفاء وقول الحكّام عندنا بالمدينة ، وأنت تقول هذا برأيك وعددت عليه الأحكام التي خالفها ، وكان على الدار هرثمة فكتب الخبر ، ودخل على الخليفة فقرأ عليه الخبر فقال الخليفة : أكان يأمن محمّد ابن الحسن أن يقطعه (١) رجل من بني عبد مناف ، فاخرج إلى الشّافعي وأقره سلامي وقل له : إنّ أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار فعجلها لك من بيت مال الحضرة ، قال : فخرج هرثمة وأقرأني سلامه ، وقال : إنّ أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار ، وقال هرثمة : لو لا أن أمير المؤمنين لا يساوى لأمرت لك بمثلها ، ولكن الق غلامي فاقبض منه أربعة آلاف دينار ، فقال ـ يعني ـ الشّافعي : جزاك الله خيرا ، لو لا أني لا أقبل جائزة [إلّا من قومي](٢) لقبلت جائزتك ، ولكن عجّل لي ما أمر به أمير المؤمنين ، ثم جاءني هرثمة فقال : تأهّب للدخول على أمير المؤمنين مع محمّد بن الحسن ، فدخلنا عليه ، فأخذنا مجالسنا ، فقلت لمحمّد بن الحسن : ما تقول في القسامة؟ قال : استفهام؟ قلت : تزعم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحتاج أن يستفهم ، وجرى بيننا كلام وخرجنا من عنده (٣).
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك (٤) [أنا أبو محمّد بن أبي حاتم](٥) ، أخبرني أبو الحسن السجستاني نزيل مكة فيما كتب إلي عن إبراهيم [بن خالد أبي ثور ، قال قال الشافعي :
قال لي الفضل بن الربيع : أحب أن أسمع مناظرتك للحسن بن زياد اللؤلؤي. فقال الشافعي : قلت : ليس اللؤلؤي في هذا الحد ، ولكن أحضر بعض أصحابي حتى يكلمه
__________________
(١) أي يغلب عليه بالحجة.
(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن م ، و «ز» ، ود.
(٣) كتب بعدها في «ز» :
آخر الجزء التاسع عشر بعد الأربعمائة من الأصل.
بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله بإجازته من عمّه المصنف وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي ، وعارض بالأصل يوم الأربعاء الثامن والعشرون من شهر جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله تعالى ، والحمد لله وحده وصلاته على محمّد نبيّه وسلامه.
(٤) بالأصل : داود ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز» ، ود.
(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن م ، ود ، و «ز».