أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد قال : سمعت موسى بن القاسم بن الحسن بن موسى الأشيب يذكر عن بعض مشايخه قال : لما قدم الشّافعي بغداد لزمه أحمد بن حنبل يمشي مع بغلة له ، ما خلا الحلقة التي يقعد فيها أحمد ، ويحيى وأبو خيثمة وغيرهم ، فوجّه يحيى بن معين : إنك تمشي مع بغلة هذا الرجل ـ يعني ـ الشّافعي فوجه أحمد : لو كنت من الجانب الآخر كان أنفع لك.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (١) ، حدّثنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن روح ، حدّثنا محمّد بن ماجة القزويني قال : جاء يحيى بن معين يوما إلى أحمد بن حنبل ، فبينا هو عنده إذ مرّ الشّافعي على بغلته ، فوثب أحمد فسلّم عليه وتبعه ، فأبطأ ويحيى جالس ، فلما جاء قال يحيى : يا أبا عبد الله كم هذا ، فقال أحمد : دع هذا عنك إن أردت الفقه ، فالزم ذنب البغلة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن بن مردك ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، حدّثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال : سمعت أبا إسماعيل الترمذي قال : سمعت إسحاق بن راهوية يقول :
ما تكلم أحد بالرأي ـ وذكر الثوري ، والأوزاعي ، ومالكا ، وأبا حنيفة ـ إلّا والشافعي أكثر اتّباعا ، وأقل خطأ منه (٢).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنبأنا أبو البركات بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثني علي بن أحمد بن قرقور التمار ، ومحمّد ابن الحسن النقاش ، قالا : حدّثنا محمّد بن علي الصائغ بمكة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن إدريس الشّافعي في الناس بمنزلة العافية للخلق ، والشمس للدنيا ، جزاه الله عن الإسلام وعن نبيه صلىاللهعليهوسلم خيرا.
أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال : سمعت أبا إسحاق الشافعي ـ يعني إبراهيم بن محمّد (٣) ـ وذكر محمّد بن إدريس فقال : هو ابن عمّي ، فعظّمه وذكر من قدره وجلالته يعني في العلم.
__________________
(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٩ / ٩٩ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٨٦ ـ ٨٧ وانظر المناقب للبيهقي ٢ / ٢٥٢.
(٢) حلية الأولياء ٩ / ١٠٢.
(٣) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١١ / ١٦٥.