قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : كان الفقهاء أطباء ، والمحدّثون صيادلة ، فجاء محمّد بن إدريس الشّافعي طبيبا صيدلانيا ما مقلت العيون مثله [أبدا](١).
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان يقول : سمعت جدي يقول : سمعت أبا ثور يقول : ما رأينا مثل الشّافعي ولا رأى الشّافعي مثله نفسه (٢).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا أبو البركات البغدادي ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي ، حدّثنا الحسن ابن سفيان النّسائي ، حدّثنا أبو ثور قال :
ما رأيت ولا رأى الراءون مثل الشّافعي رضياللهعنه ، وغفر له ، سأله رجل عن الرياء ما هو؟ فقال له مسرعا : الرياء فتنة عقدها الهوى ، حيال أبصار قلوب العلماء ، فنظروا إليها بسوء اختبار النفوس فأحبطت الأعمال.
قال : وأنبأنا الأزهري.
ح وأخبرنا أبو القاسم الخطيب ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا الحسن بن الحسين الهمذاني (٥) ، حدّثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي ، حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا أبو ثور قال : من زعم أنه رأى مثل محمّد بن إدريس في علمه ، وفصاحته ، ومعرفته ، وثباته ـ وقال نصر الله : وبيانه ـ وتمكّنه فقد كذب ، كان محمّد بن إدريس الشّافعي منقطع القرين في حياته ، فلما مضى لسبيله لم يعتض منه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ، وأبو المعالي الفارسي ، قالا : أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الوليد الفقيه ، حدّثنا إبراهيم بن محمود قال : سمعت الزّعفراني يقول : ما رأيت مثل الشّافعي أفضل ، ولا أكرم ، ولا أسخى ، ولا أنقى ، ولا أعلم منه.
__________________
(١) زيادة عن د.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٦.
(٣) زيادة عن م ود ، لتقويم السند.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٦٧.
(٥) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وفي تاريخ بغداد : الهمداني.