وذكرت ، وانتشر أمرك ، قال : ثم إلى الرشيد معهم ، فكلّمه ببعض ما خلبه به فخلّا عنه.
أخبرنا (١) أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا محمّد بن الحسن بن موسى الصوفي قال : سمعت يعقوب بن أحمد بن يوسف الأبهري يقول : سمعت أبا عبد الله الزّبيري يقول : جاءني رجل من أهل البصرة ، يقال له : أبو محمّد القرشي من أهل الستر والصلاح ، فقال لي : يا أبا عبد الله أخبرك رؤيا تسرّ به؟ فقلت (٢) : هات ، فقال لي : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم وعنده أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ـ رضياللهعنهم ـ إذ جاءه أربعة نفر فقرّبهم فتعجّبت من تقريبه لهم ، فسألت من بحضرته عن النفر فقال لي : هذا مالك ، وأحمد ، وإسحاق ، والشافعي ، فرأيت كأنّ النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ (٣) بيد مالك وأجلسه بجنب أبي بكر الصّديق ، وأخذ بيد أحمد فأجلسه بجنب عمر ، وأخذ بيد إسحاق فأجلسه بجنب عثمان ، وأخذ بيد الشّافعي فأجلسه بجنب علي ، قال أبو عبد الله الزّبيري : فسألت بعض العلماء بالتعبير عن ذلك فقال لي : أجلس مالك بجنب أبي بكر ، كأن منزلة مالك في العلماء كمنزلة أبي بكر في الصحابة ، ومنزلة أحمد من الفقهاء كمنزلة عمر في صلابته ، لأنه لم يتكلم في القرآن إلّا بحقّ ، ومنزلة إسحاق في العلماء كمنزلة عثمان في الصحابة ، لقي عثمان الفتن والمحن ، كذلك لقي إسحاق في بلده من أهل الإرجاء بما فارق به بلده ، ومنزلة الشّافعي في العلماء كمنزلة علي في الصحابة ، فإنّه كان أعلمهم وأفضلهم وأقضاهم ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أقضاكم علي» [١٠٨٩٤] ، كذلك الشّافعي كان أعلم العلماء بالفقه والقضاء.
أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثني هارون بن سعيد الأيلي (٤) قال : قال لنا الشّافعي : أخذت اللّبان (٥) سنة للحفظ ، فأعقبني صبّ الدم سنة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني علي بن أحمد الرزاز ، حدّثنا علي بن محمّد بن سعيد الموصلي ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد (٦) بن إبراهيم
__________________
(١) كتب فوقها بالأصل وم وت : ملحق.
(٢) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م وت ود.
(٣) بالأصل : آخذا.
(٤) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٥.
(٥) اللبان : نبات ، يسمى الكندر ، وهو من الفصيلة البخورية يفرز صمغا.
(٦) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م ، وت ، ود.