الشيرجي ، سمعت عليه بعض تفسير الثعلبي وأجازني أن أروي عنه جميع ما رواه على اختلاف أنواع الروايات ، وكتب لي خطه بذلك في فهرست سماعي مؤرخا بخامس جمادى الأولى سنة ست وستين وخمسمائة. ومنهم الشيخ مجد الدين أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب بالموصل ، وهو مشهور بالرواية حتى يقصد لها من الآفاق ، وعاش نيفا وتسعين سنة ، سمعت عليه كثيرا من مسموعاته وأجاز لي جميع ما رواه سنة ثمان وخمسين وخمسماية. ومنهم القاضي فخر الدين أبو الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري ، سمعت عليه مسند الشافعي رضياللهعنه ومسند أبي عوانة ومسند أبي يعلى الموصلي وسنن أبي داود ، وكتب لي خطه بذلك وهو في فهرستي ، وسمعت عليه الجامع لأبي عيسى الترمذي وأجاز لي رواية ما رواه وكتب لي خطه بذلك في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة. ومنهم الحافظ مجد الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأشيري الصنهاجي ، وأجاز لي جميع ما يرويه على اختلاف أنواعه ، وفي فهرستي خطه بذلك مؤرخا بشهر رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة وفهرسته عندي بذلك. ومنهم الحافظ سراج الدين أبو بكر محمد بن الجياني ، قرأت عليه صحيح مسلم من أوله إلى آخره بالموصل والوسيط للواحدي ، وأجاز لي رواية ما يرويه في تاريخ سنة تسع وخمسين وخمسمائة. فهذه أسماء من حضر في خاطري. وقد سمعت من جماعة لم يحضرني روايتهم عند جمع هذا الكتاب كشهدة الكاتبة في بغداد وأبي المغيث في الحربية والشيخ رضى الدين القزويني المدرس بالنظامية وجماعة شذت عني طرقهم فلم أذكرهم ، إذ كان في هؤلاء غنية. هذا آخر ما ذكره عن نفسه.
وقال غيره : إنه قرأ الفقه علي أبي البركات عبد الله بن الشيرجي المذكور فقيه الموصل ، وكان عالما زاهدا متقشفا ، وتوفي سنة أربع وسبعين بالموصل ، ثم اشتغل بالخلاف على الضياء بن أبي حازم صاحب محمد بن يحيى الشهيد النيسابوري ، ثم باحث في الخلاف متفنني أصحابه كالفخر التوقاني والبروي والعماد التوقاني والسيف الخواري والعماد الميانجي ، ثم انحدر إلى بغداد بعد التأهل التام ونزل بالمدرسة النظامية وترتب فيها معيدا بعد وصوله إليها بقليل ، وأقام معيدا نحو أربع سنين ، والمدرس بها يوم ذاك أبو نصر أحمد ابن عبد الله بن محمد الشاشي ، ثم أصعد إلى الموصل في سنة تسع وستين فترتب مدرسا في المدرسة التي أنشأها القاضي كمال الدين أبو الفضل محمد بن الشهرزوري ولازم الاشتغال