خانكاه المقدّمية :
هذه الخانكاه أنشأها عبد الملك بن المقدم بدرب الحطّابين المعروف الآن بدرب ابن سلار سنة أربع وأربعين وخمسمائة. قلت : خرب بعضها وقد شرع في عمارته في هذه الأيام. ومن جملة أوقافها حصتان بقريتي جسرين والمحمدية من عمل دمشق وحصة بقرية كفتان من حواضر حلب ا ه.
أقول : موقع هذه المدرسة وهذه الخانقاه في محلة الجلّوم في الزقاق المعروف الآن بزقاق خان التتن ، والإسمان السابقان هجرا بتاتا ، وباب المدرسة لم يزل باقيا من عهد الواقف وفيه هندسة حسنة لكنه آخذ إلى الخراب وفي حاجة إلى الترميم. وقد كتب عليه :
(١) البسملة. هذا ما وقفه تقربا إلى الله تعالى.
(٢) في أيام الملك العادل محمود بن زنكي بن آقسنقر عز نصره.
(٣) الفقير إلى رحمة الله محمد بن عبد الملك بن محمد في.
(٤) سنة أربع وستين وخمسمائة فرحم الله من قرأه ودعا بالمغفرة.
والباقي من المدرسة قبليتها وهي في حاجة إلى الترميم أيضا ، وفيها شخص يؤدب الأطفال ويعلمهم حساب الدفاتر التجارية ، والحجر التي كانت هناك في أطرافها الثلاثة كلها تخربت ومكانها خال أصبح عرصة واسعة ما عدا حجرتين في الجهة الغربية وهما مشرفتان على السقوط وربما سكنهما بعض الفقراء ، وتنوي دائرة المعارف الآن بناء مكتب في تلك العرصة الواسعة لاحتياج هذه المحلة إلى ذلك. وأما الخانقاه فلا أثر لها الآن ، وربما كانت في الجانب الشرقي من هذه المدرسة. ووقفها الذي بدمشق ليس خاصا بها بل هو موقوف على المدرسة المقدمية التي بدمشق ، وهو لم يزل باقيا ، وهي من آثار عز الدين عبد الملك أيضا ، والمتولي عليها وعلى وقفها صديقنا الفاضل الشيخ محمد حمدي السفرجلاني الدمشقي ، وقد ذكر لي غير مرة أنه يود أن يشرع في عمارة المدرسة التي في حلب ليقدم لها ما يخصها من ريع وقفها الذي بدمشق.
الكلام على درب الحطّابين :
قال أبو ذر : هو الذي به المدرسة والخانقاه المقدمتان ، وبرأسه من جهة الشرق مسجد معلق أنشأه الحاج جعفر بن مزاحم ، قاله ابن شداد. وقد جدد هذا المسجد يوسف بن