متى كان ذلك ، وهي قبلي بيوت بني راغب آغا ، وبقي من آثارها عضادتا بابها الكبير ومكتوب على طرفه الأيمن (الحمد لله) بقلم جاف جدا ولله الأمر.
الكلام على درب الحدّادين :
قال أبو ذر : درب الحدادين هو الذي به المدرسة الحدادية ، وبه مسجدان كان أحدهما فوق الحوض الذي كان على باب المدرسة. ورأيت أقجا الخازندار وهو يخربه ولا ينكر عليه أحد بلسانه ، وجدد هناك حوضا كبيرا ، والمسجد الآخر باق كان قد جددته زوج الحمزاوي كافل حلب ، ثم جدده بعض التجار. وبرأس هذا الدرب بالقرب من السفاحية حمّام ميخان. قال ابن شداد : وبهذا الدرب مشهد يعرف بعلي رضي الله تعالى عنه ، ولعله هو هذا المسجد المتقدم الذي هو باق الآن ا ه.
أقول : ولا أثر الآن لهذه المساجد ، أما الحمّام فلم تزل موجودة.
المدرسة المقدّمية :
هذه المدرسة بدرب كان يسمى قديما درب الحطّابين والآن يسمى بدرب ابن سلار ، أنشأها عز الدين عبد الملك المقدم وكانت إحدى الكنائس الأربع التي صيرها القاضي أبو الحسن ابن الخشاب مساجد في سنة ثمان عشرة وخمسمائة وأضاف إليها دارا كانت إلى جانبها ، وابتدأ في عمارتها سنة خمس وأربعين وخمسمائة. وهذه المدرسة على هيئة الشرفية ، وقيل إنه أخذ ترتيب الشرفية منها ، وشماليتها الآن داثرة. وأول من درس بها برهان الدين أبو العباس أحمد بن علي الأصولي المقدم ذكره ، ثم وليها بعده الشريف افتخار الدين عبد المطلب بن الفضل الهاشمي المقدم ذكره في الحلاوية ، ولم يزل بها إلى أن توفي. ووليها بعده ولده أبو المعالي الفضل ، ولم يزل بها إلى أن توفي. وتولاها بعده شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الواحد الأنصاري ، ولم يزل بها إلى أن توفي. ووليها بعده افتخار الدين أبو المفاخر محمد بن تاج الدين أبي الفتح يحيى بن القاضي أبي غانم محمد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم ، ولم يزل بها مدرسا إلى أن قتل عند استيلاء التتر على حلب.
ومن جملة أوقافها رحا الجوهري قبلي حلب على قويق وحصة بقرية كفتان ا ه.