وخمسمائة بالقاهرة ودفن بها ، ثم نقل إلى مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم بعد مدة بوصية منه رحمهالله تعالى.
قال السمهودي في تاريخ المدينة المنورة : وفي قبلة رباط الوزير جمال الدين محمد بن أبي المنصور الأصفهاني وزير بني زنكي من دار عثمان أيضا بالقرب من المسجد النبوي تربة اشترى أرضها أسد الدين شيركوه بن شافدي (١) وحمل إليها هو وأخوه نجم الدين أيوب والد صلاح الدين بعد موتهما ودفنا فيها سنة ست وسبعين وخمسمائة ا ه.
آثاره بحلب
المدرسة الأسدية الجوانية
قال أبو ذر في كنوز الذهب : المدرسة الأسدية الشافعية التي داخل باب قنسرين وتعرف محلتها بالرحبة أنشأها أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان ، وهذه المدرسة مشتملة على إيوان كبير وخلاوي للفقهاء وبركة ماء ، وتاريخها مكتوب في رخامة فوق إيوانها لا أستطيع قراءته لعلوه (٢). وأول من درس بها قطب الدين مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري (ستأتي ترجمته قريبا) ، ثم تولاها شمس الدين أبو المظفر حامد بن أبي العميد عمر بن أميري بن ورشي القزويني ، ولم يزل بها إلى أن رحل عن حلب إلى مدينة حمص سنة ستمائة ، فوليها بعده الشيخ شمس الدين عبد الله الكشوري ولم يزل بها إلى أن توفي سادس عشر ربيع الأول سنة ثمان وستمائة ، ووليها العلامة تقي الدين أبو عمر عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى ابن أبي نصر المعروف بابن الصلاح ، ثم وليها بعده أخوه سديد الدين إبراهيم ، ثم رحلا ، ووليها بعد سديد الدين ولده ، وولي تدريسها بعده الفقيه صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان الشهروزوري الكردي ، ولم يزل بها إلى أن توفي ليلة الخميس ثامن عشرين ذي الحجة سنة ثمان عشرة وستماية ، وكانت ولادته سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. ثم وليها شرف الدين محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح ولم يزل بها إلى أن توفي بالاستسقاء ، ثم وليها معين الدين بن المنصور بن القاسم
__________________
(١) هكذا في الأصل ، ولعلها تصحيف شاذي ، كما هو معروف.
(٢) لا أثر لذلك الآن.