هذا الرباط في دولة أبي القاسم محمود بن زنكي مولاه سنقر جاه من ماله ووقفه على فقراء العرب وزهادهم سنة أربع وخمسين وخمسماية. صنعة عيسى بن علي. وتقدم في الشاذبختية أن شاذبخت له وقف على هذا الرباط انتهى.
وإلى جانب هذا الرباط قاسارية مكتوب عليها : أسست هذه البنية في أيام العادل محمود برسم منافع الخانكاه المجاهدية الملاصقة المتولي شاذبخت وقفا مؤبدا في سنة أربع وستين وخمسماية ا ه.
أقول : تقدم أن دار العدل ، ويقال لها دار السعادة أيضا ، كانت موضع بناء المستشفى الوطني الآن آخذة إلى جهة الغرب. ويغلب على الظن أن الجنينة المعروفة الآن بجنينة شلم والدار التي داخلها هي من دار العدل أيضا. وهذه المدارس والخانكاه الفطيسية والخانكاه القديم التي قدمنا الكلام عليها في ترجمة ابن الطرسوسي المتوفى سنة ٥٤٩ هي في هذا المكان.
٢١٧ ـ محمد بن الوزان المتوفى سنة ٦٥٠
محمد بن محمد بن سعد الله بن رمضان بن إبراهيم الحلبي ، عرف بابن الوزان مولده بحلب سنة ثمان وستين وخمسمائة. سمع بمصر والإسكندرية ودمشق وخرج له الحافظ أبو حامد الصابوني مشيخة وحدث بها بدمشق ودرس بالأسدية ظاهر دمشق. وكان فيه دين وسكون. مات بدمشق سنة خمسين وستمائة ا ه (ط ح القرشي).
١٢٨ ـ الملك الصالح أحمد بن غازي صاحب عينتاب المتوفى سنة ٦٥١
أحمد بن غازي بن يوسف بن أيوب الملك صلاح الدين صاحب عين تاب ابن السلطان الملك الظاهر ابن السلطان الكبير صلاح الدين بن أيوب ، هو أخو السلطان الملك العزيز أبو الملك الناصر صاحب الشام. والملك الصالح هذا هو الأسن ، وإنما أخره عن سلطنة حلب لأن أمه أم ولد ، والعزيز كانت أمه الصاحبة ابنة الملك العادل. مولد الملك الصالح المذكور سنة ستمائة ، وكان ملكا شجاعا مهابا وقورا مبجلا وافر الحرمة ، وعنده فضيلة تامة وذكاء. حدث عن الافتخار الهاشمي ، وروى عنه الحافظ شرف الدين الدمياطي وذكر أنه امتنع من الرواية. وقال : ما أنا أهل لذلك ، بل أنا أسمع عليك ، إلى أن ألح عليه وسمع