أنشط الجماعة ، واذا جاءه النوم في قيام الليل عنده قضيب يضرب به على رجله فيذهب عنه النوم ، وكان كثير الصيام وخصوصا في السفر ، وفي آخر عمره سرده الا في عيد أو عذر ، فلامه أهله ، فقال : أغتنم أيامي ، وكان يقرأ كل ليلة سبعا من القرآن ، وآخر بين الظهر والعصر ، واذا صلى الفجر وقرأ من الدعاء والتهليل والتسبيح ما تيسر قرأ آيات الحرس ويس والواقعة وتبارك وقل هو الله أحد والمعوذات ، وكان قد كتب ذلك في كراسة (١) وهي معلقة في المحراب [و] ربما قرأ فيها خوفا من النعاس ، ثم يقرأ القرآن ويلقنه الى أن يصلي الضحى [طويلة ويصلي](٢) بعد أذان الظهر قبل سنتها كل يوم ركعتين يقرأ في الاولى أول المؤمنين ، وفي الثانية آخر الفرقان من قوله [تعالى](تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) وبين المغرب والعشاء أربع ركعات يقرأ فيهن السجدة وتبارك ويس والدخان ، وكل ليلة جمعة بين العشائين صلاة التسبيح أربع ركعات ، وقبل صلاة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) خمسين مرة ، وكل يوم الاخلاص يقرأها ألف مرة ويقول : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ألف مرة ، وسبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر ولا اله الا الله الملك الحق المبين ألف مرة ، واذا دخل منزله قرأ الاخلاص خمس مرات ، وكان يزور المقابر كل جمعة بعد العصر ولا يكاد يأتي الا ومعه شيء من الشيح في ميزره [يفرقه على الارامل والفقراء] ولا يترك الغسل فيها ، ولا يكاد يخرج اليها الا ومعه شيء يتصدق به ، وكان اذا أوى الى فراشه قرأ : الحمد ، وآية الكرسي ، والواقعة ، وتبارك ، وقل ايها الكافرون ، وربما قرأ : يس ،
__________________
(١) في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب مخطوطة الظاهرية : كتب في ذلك كراسة.
(٢) زيادة من المصدر السابق.