لأبي البقاء البدري ولم يبق في الربوة اليوم من الآثار التي تدل على عمرانها القديم غير الكتابة الكوفية الفاطمية المتقدم ذكرها.
النيرب
محلة كانت عامرة آهلة بالسكان تلي الربوة من جهة دمشق ، والنيرب كلمة سريانية معناها الوادي ولكن يراد بها سفح قاسيون مما يلي الربوة ، ويقال أيضا النيربان : يعنى بهما النيرب الاعلى وهو الذي بين نهري يزيد وثورى ، والنيرب الاسفل هو ما بين ثورى وبردى وقد ورد لفظ النيربين في شعر وجيه الدولة بن حمدان قال :
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها |
|
فلي بجنوب الغوطتين شجون |
فما ذكرتها النفس الا استخفني |
|
الى برد ماء النيربين حنين |
وقد كان شكي للفراق يروعني |
|
فكيف يكون اليوم وهو يقين |
ويصف ياقوت (النيرب) فيقول : قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ في وسط البساتين أنزه مكان رأيته. ويقول البدري انها أعظم المحلات وأخضرها وأنضرها حسنة الاثمار كثيرة الازهار وبها سويقة وحسام يقال له حمام الزمرد وجامع بخطبة وهي مسكن الرؤساء والاعيان وبها دار قاضي القضاة نجم الدين يحيى بن حجي.
وقد زار النيرب الرحالتان : ابن جبير الاندلسي وابن بطوطة المغربي فقالا عنه : انها قرية كبيرة غطتها البساتين فلا يظهر منها الا ما سما بناؤه وبها جامع لم ير أحسن منه مفروش سطحه كله بفصوص