ويسبح ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين : ويقول ، «اللهم أسلمت نفسي اليك الخ» وكان يقول بين سنة الفجر والفرض اربعين مرة : يا حي يا قيوم لا اله الا أنت ، وكان يقرأ بعد العشاء آيات الحرس ويحوط بها بيته وجيرانه فكان الناس يسرقون وينهبون ايام قتال السلطان وهم لا يرو [ن] الا خيرا ، وكان يستفتح الوضوء بالبسملة ويقول : اللهم اني أسألك الامن والبركة ، وأعوذ بك من الشؤم والهلكة ، (رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) الآية ، وكان اذا عبر في الدير يقف على باب بيت فلانة وفلان الموتى فيسترجع لما روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم : (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وان قدم عهدها فيحدث عندها استرجاعا الا أعطاه الله مثل أجر مصيبته يوم أصيب بها) وكان يكتب الخرقي من حفظه [ص ١٨٩] ، وكان يحمل هم الاهل والاصحاب كوالدهم ، ومن سافر منهم يتفقد أهاليهم ويدعو للمسافرين ، ويتفقد الاشياء التي فيها النفع والخاص من النهر والمصانع ومواضع حفر التراب مع كثرة مرضه ، وهو الذي سفر الموفق والجماعة الى بغداد ، ولما رجعوا زوجهم وبنى دورا خارجة عن الدير فضلا عن الدير ، وكان كثير الغزوات وتأتيه ناس في الخصومات والقضايا فيصلح بينهم ، وربما سافر من دمشق الى جبل نابلس لاجل ذلك ، وكان يمشي الى دير البياتمة فيه يتفقد المساكين ، وأقام بالجبل عمره وفيه مواضع ما عرفها ، وكان يتصدق بثيابه ويبقى معوزا وربما تصدق بالجبة [وليس له غيرها] وأعطى فراشه ونام على الحصير ، واذ مات صغير قطع له قطعة من عمامته وكانت بطانة مروية لطيفة ، وكم قميصه الى رسغه وذيله الى نصف ساقه ، وقال : يقول الناس : لا علم الا ما دخل مع صاحبه الى الحمام ، وأنا أقول لا علم الا ما دخل مع صاحبه القبر ، وقال : ان لم يكن معطي الصدقة يعلم أنه الى صدقته احوج من الفقير اليها لم تنفعه صدقته ، قالوا وكيف ذلك؟ قال لانكم اذا لم تتصدقوا لم يتصدق احد عنكم ، وأما