في ضواحيها كدومة والرحيبة وضمير وبعلبك. واسسوا في الاخيرة عدة مدارس للحنابلة ولا يزال مسجد في بعلبك حتى عصرنا هذا يعرف بمسجد الحنابلة.
واثرت هجرتهم هذه في مذهب الامام احمد ايضا فقد استطاعوا بدراساتهم وتآليفهم الفقهية ان يوجدوا كتبا قيمة في مذهب هذا الامام اصبحت عمدة المذهب الحنبلي حتى يومنا هذا ، وقد قاموا يؤدون رسالة هذا المذهب في دمشق وضواحيها حتى انتقل منها الى البلاد النجدية منذ اكثر من مئة عام. واذا كان الحنابلة انقرضوا من جميع البلدان الاسلامية عدا نجد فانهم لا يزالون يؤلفون كتلة صغيرة في دمشق وبعض القرى حولها ، وفي جبل نابلس موطن هؤلاء المقادسة الصالحيين.
واثروا ايضا في علم الحديث وظلوا نحو مئة عام يعدون من فطاحل علماء الحديث وانتشرت في عصرهم دور الحديث في الصالحية ودمشق ، وادخلوا على هذا العلم اتجاهات جديدة كان لها اثر كبير في تنسيق علوم الحديث وتصنيف ابحاثه المتعددة ، ومن مشاهيرهم الحافظ ضياء الدين المقدسي الذي انشأ دارا للحديث في الصالحية وجعل لها مكتبة من اعظم مكتبات عصره ومن مؤلفاته «المختارة» التي فضلها العلماء على «مستدرك الحاكم» (١).
* * *
واثروا ايضا في نهضة المرأة العلمية ، فقد احضروها حلقات العلم ، ومجالس الحديث فنشأ في الصالحية ثم بدمشق حركة نسائية ثقافية كان جل العالمات من الحنابلة.
وكما استأثر العلماء في ذلك العصر بالقاب الدين : كزين الدين ،
__________________
(١) راجع ص ١٣٠ ـ ١٣٩.