العادة في هذا المكان بأن النساء يذهبون اليه كل يوم جمعة عقيب الصلاة جميع السنة ويقيمون به الوقت المرة بعد الاخرى ويسترزق عليهم المتسببة [ص ١٨٨] هناك.
* * *
وقبر الشيخ أبي عمر صاحب المدرسة العمرية وهو الاوسط من القبور الثلاثة التي في وسط الحواقة بالخميسات الواطيات ، ويقال ان والده الشيخ احمد بن قدامة.
وقد حكى الحافظ الضياء في مناقب الشيخ أبي عمر أن النبي صلىاللهعليهوسلم رؤي في النوم فقال : من زار الشيخ في قبره فكأنما حج ، وفي بعض الروايات ليلة الجمعة أو يومها ، وفي بعضها فكأنما زارني.
ومن المعروف بين الناس ان الدابة الممغولة (١) اذا داروا بها حول مقبرته سبع مرات يزول عنها المغل ، ويقال من علق عليه سبع حصوات من قبره وكان أخذته الحمى فانها تذهب ويبرأ صاحبها منها.
ونظير ذلك أحمد بن سالم بن أبي عبد الله بن عبد الله بن سالم بن أبي الفتح بن حسن بن قدامة ، سمع السلفي وابن بري النحوي وغيرهما ، قال الضياء : وكان يحفظ كثيرا من الاحاديث والفقه ، وكان ثقة دينا خيرا كثير النفع قليل الشر لا يكاد أحد يصحبه الا انتفع به ، ويقال من أخذته الحمى فانه اذا علق عليه من تراب قبره فانه يبرأ باذن الله تعالى مات سنة احدى وستمائة بزرع انتهى.
ومن رغبة الشيخ في أفعال الخير أنه لا يكاد يسمع دعاء الا حفظه ودعا به ، ولا يسمع ذكر صلاة الا صلاها ، ولا يسمع حديثا الا عمل به ، وقد كان يصلي بالناس في نصف شعبان مائة ركعة وهو شيخ كبير ، وكان
__________________
(١) دابة مغلة وممغولة ، وهي وجع في البطن من اكل التراب (أساس البلاغة).
القلائد الجوهرية م ـ ٣٦