أكثرهم في ذلك فطلبوا الرصاص في النواويس العادية ، فانتهوا الى قبر حجارة في داخله قبر من رصاص فأخرجوا الميت الذي فيه فوضعوه فوق الارض فوقع رأسه في هوة من الارض فانقطع عنقه (١) فسال من فيه دم فهالهم ذلك ، فسألوا عنه فكان فيمن سألوا عنه عبادة بن نسيء (٢) الكندي ، فقال لهم : هذا القبر قبر طالوت الملك.
وقد شاهدت هذا القبر وهو مسطح وعليه تابوت والى جانبه عمود زرزوري (٣) قيل انه كان يقاتل به ، وأخذ مرة الى الجامع الاموي فأصبح موضعه ، وعلى هذا القبر مسجد بابه من حجر ، وهو صغير ، وخارجه مكان يقال انه كان ديرا للرهبان ، وقدام باب هذا الدير البراني خروبة قديمة على حافة النهر المذكور.
وقد جرت العادة في هذا المكان بأن النساء يذهبون في كل يوم أربعاء أيام الصيف اليه ويقيمون به الوقت وتقرأ الاضراء لهم فيه موالد ، وينتفع المتسببون بهم فانهم يذهبون ويبسطون على باب هذا المكان الخارج.
* * *
وقبر الانبياء بمغارة الجوع من جهة الشرق تحت مغارة الدم ، قيل : إنه مات في هذه المغارة أربعون نبيا من الجوع ودفنوا في هذا القبر ، وقد مر لنا أنه قيل : ان قبر الامام جمال الدين بن مالك في هذه المغارة ، فان كان فيها فهو من جهة الغرب ، وانه بها.
«مطلب» وهذه المغارة مأنوسة أعرفها وحولها بيوت مبنية ، وكذا فوقها ، وشرقيها مغارتان معظمتان معدتان للسكنى ، وقد جرت
__________________
(١) في الاصل : عنه ، والتصحيح من المصدر السابق.
(٢) في الاصل : عبادة بن يسر والتصحيح من المصدر السابق.
(٣) هذا العمود من نوع الحجر الجرانيت المصري بلون ازرق.