الله عليه وسلم فهو أعظم وأبلغ ، فما استتم هذا الخاطر الا والشيخ على الهيئة التي رأيته عليها أولا ، وقال يا فقير ونحن مالنا جاه عند الله تعالى ، كلنا في جاه النبي صلىاللهعليهوسلم وبين يديه نسلك (١) الادب معه ، ثم بعد ذلك زرت قبره وأنا أدعو الله تعالى عنده ، ورجلي بارزة ، واذا انا به في قبره على الهيئة المذكورة أولا ، فنظر الي وقال : يا فقير الزم الادب فضممت رجلي وغطيتها.
ونقل بعض اصحاب الشيخ أن الشيخ كان بهذه الصفة التي وصفه بها هذا الذي رآه رضياللهعنه ، نقل ذلك كله [شمس الدين ابو عبد الله محمد بن أحمد بن علي المعري الحلبي الشافعي الشهير بابن الركن](٢) في كتابه روض الافكار في غرر الحكايات والاخبار.
* * *
وقبر طالوت الملك (٣) شرقي الركنية على حافة نهر يزيد ، أخرج الحافظ ضياء الدين المقدسي في جزء فضائل قاسيون له ، عن احمد بن عبد الله بن الفرج [البرامي](٤) ثنا محمد بن العباس ثنا هشام بن عمار ثنا أيوب بن سليمان الطائي ، عن رجل حدثه قال : لما قطع الوليد بن عبد الملك بالرصاص لمسجد دمشق على أهل الكور وكانت كورة الاردن
__________________
(١) في الاصل : ونسألك الأدب معه.
(٢) في الاصل : ابو العباس احمد بن علي المصري الحلبي الشافعي الشهير بابن اكرمن. والتصحيح من الضوء اللامع ٧ / ١٢ قال السخاوي في آخر ترجمته ما يلي : ورأيت له مصنفا سماه : روض الافكار وغرر الحكايات والاخبار وكتب على ظهره قريب له : انه مات شهيدا على يد تمرلنك لكونه لقيه بكلام شديد ، وفي كشف الظنون تأييد لما اثبتناه. ويختلف كشف الظنون ، وشذرات الذهب ٧ / ٤١ عما جاء في الضوء اللامع بتلقيبه بالزكي عوضا عن «الركن».
(٣) انظر مكانه في مخطط الصالحية.
(٤) زيادة من تاريخ دمشق لابن عساكر طبع المجمع العلمي العربي.