قال في الطبقة الرابعة : عبد الأعلى بن أبي عمرة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم البسري ، نا محمّد بن عائذ ، أخبرني إسماعيل بن عيّاش ، عن ابن أنعم (١) عن المغيرة بن سلمة ، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة قال :
لما بعثني [عمر](٢) ابن عبد العزيز لفداء أسراء القسطنطينية قلت : أرأيت إن أبوا أن يفدوا الرجل بالرجل كيف أصنع؟ قال : ردّهم ، قلت : أرأيت إن أبوا أن يفدوا الرجل بالاثنين؟ قال : فأعطهم ثلاثة ، قلت : فإن أبوا إلّا أربعة ، قال : فأعطهم بكل مسلم ما سألوا ، فو الله للرجل من المسلمين أحبّ إليّ من كل مشرك عندي ، إنّك ما فديت به المسلم فقد ظفرت ، إنك إنما تشتري الإسلام.
قال : فقلت له : أرأيت إن وجدت رجالا قد تنصّروا فأرادوا أن يرجعوا إلى الإسلام أفديهم؟ قال : نعم ، بمثل ما يفدى به غيرهم (٣) ، قال : فقلت له : أرأيت العبيد أفديهم إذا كانوا مسلمين؟ قال : نعم ، بمثل ما يفدى به غيرهم ، قال : قلت : أرأيت إن وجدت منهم من قد تنصّر فأراد أن يرجع إلى الإسلام؟ قال : أصنع بهم مثل ما تصنع مع غيرهم.
قال : فصالحت عظيم الروم على رجل من المسلمين برجلين من الروم.
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل ، أنا أبو طاهر أحمد بن عبيد الله بن سوار المقرئ ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة ، أنبأ أبو سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافي النحوي ، حدّثني محمّد بن منصور بن مزيد بن أبي الأزهر النحوي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني علي بن صالح عن عامر بن صالح قال :
دخل الوليد بن يزيد بعض كنائس الشام فكتب في بعض حيطانها بفحمة : هذا البيت
__________________
(١) بالأصل : «عن أبو نعيم» تحريف ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة إسماعيل بن عياش في تهذيب الكمال ٢ / ٢٠٨ وفيها روى عن : ... وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ١٨٦.
(٢) زيادة للإيضاح عن المختصر ١٤ / ١٤٥.
(٣) بعدها في المختصر ١٤ / ١٤٦ والمطبوعة :
قال : فقلت له : أرأيت إن وجدت امرأة قد تنصرت ، فأرادت أن ترجع إلى الإسلام؟ قال : افدها بمثل ما تفدي به غيرها.