قال أبو الحسن بن حدان فحدثت به أبا تمام فقال : أتعرف بقية الشعر؟ قلت : لا ، فأنشدني (١) :
نام (٢) العواذل واستكفين لائمتي |
|
وقد كفاهنّ نهض البيض في السّود |
أما الشباب فمفقود له خلف |
|
والشيب يذهب مفقودا بمفقود (٣) |
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال : قرئ على سعيد بن محمّد البحيري أنا (٤) أبو طاهر بن عروبة الأصبهاني ، نا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن سين ، نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الغزال المقرئ ، نا أحمد بن يونس (٥) ـ إمام مسجد بيت المقدس ، ببيت المقدس ـ وكان من ولد شداد بن أوس صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : سمعت هدبة بن خالد يقول (٦) :
حضرت غداء أمير المؤمنين المأمون فلما رفعت المائدة جعلت ألتقط ما في الأرض ، فنظر إليّ المأمون فقال : أما شبعت يا شيخ؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين إنما شبعت في فنائك وكنفك ، ولكني حدّثني حمّاد بن سلمة عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أكل ما تحت مائدته أمن من الفقر» [٦٨٨٧] فنظر المأمون إلى خادم واقف بين يديه ، فأشار إليه ، فما شعرت حتى جاءني ومعه منديل فيه ألف دينار ، فناولني فقلت : يا أمير المؤمنين ، وهذا أيضا من ذاك.
كذا قال : ابن يونس ، وإنما هو : ابن مؤنس.
أنبأناه أبو عبد الله الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد [عنه].
وأخبرناه أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب.
__________________
(١) روايته في الديوان :
الشيب كره وكره أن يفارقني |
|
أعجب بشيء ....... |
(٢) ليس في ديوان بشار.
(٣) روايته في ديوان بشار :
يمضي الشباب ويأتي بعده خلف
والبيتان الأول والثالث في آمالي المرتضى ١ / ٦٠٧ ونسبهما لبشار بن برد ، قال : والبيت الأخير يروى لمسلم بن الوليد الأنصاري.
(٤) بالأصل : بن.
(٥) كذا بالأصل ، وسيرد في الخبر التالي : «مؤنس» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب : مؤنس.
(٦) الخبر رواه ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٣٠٤ من طريق هدبة بن خالد.