لعلي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وسمّاه الرضا ، وطرح السواد ، وألبس الناس الخضرة ، فمات على سرخس ، وقدم المأمون بغداد في سنة أربع ومائتين في صفر ، وطرح الخضرة ، وعاد إلى السواد ، وأمر المأمون في آخر عمره أن يكون أخوه أبو إسحاق الخليفة من بعده.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال (١) :
باب خلافة عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي ، وكنيته أبو جعفر ، وكانت كنيته أولا أبو العبّاس ، فلما ولي الخلافة اكتنى بأبي جعفر ، وأمّه أم ولد ، يقال لها : أم مراجل (٢) توفيت في نفاسها به ومولده في الليلة التي استخلف الرشيد فيها ، وهي ليلة الجمعة ، لثلاث عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين ومائة ، وكان ولي عهد أبيه الرشيد بعد أخيه محمّد الأمين ، وكان يدعى المأمون بالخلافة ومحمّد حي ، دعي له من آخر سنة خمس وتسعين ومائة إلى أن قتل محمّد ، واجتمع الناس عليه ، وتفرق عماله في البلاد ومحمّد حي ، ودعي له في الحرمين وأقيم الحجّ للناس بإمامته في سنتي ستّ (٣) وسبع وتسعين ومائة ، وهو مقيم بخراسان ، والكتب تنفذ عنه ، والأموال تحمل إليه ، وأمره ينفذ في الآفاق ، ومحمّد على الحال التي وصفناها ، فاجتمع الناس عليه بعد قتل محمّد ، وبويع له ببغداد على يديّ طاهر بن الحسين يوم الأحد لستّ بقين من المحرّم سنة ثمان وتسعين ومائة ، وورد الخبر عليه وهو مقيم بمرو ، في صفر يوم الخمسين لخمس خلون منه سنة ثمان وتسعين ومائة ، ولم يزل المأمون مقيما بمرو ، وجه الحسن بن سهل صنو ذي الرئاستين إلى بغداد وجعله خليفته بالعراق ، وعقد له عليه ، وكان وجّه قبله منصور بن المهدي إلى بغداد ، ودفع إليه خاتمه ، وأمره أن يكاتب عنه ، فلما قدم الحسن بن سهل لم يكن لمنصور من الأمر شيء غير المكاتبة والختم ، وعقد المأمون بخراسان العهد (٤) بعده لعلي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وسمّاه الرضا ، وألبس الناس الخضرة ، وطرح
__________________
(١) انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢١١ ـ ٢٢٠) ص ٢٢٨ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٧٤.
(٢) الأصل : «مراحل» والمثبت عن المصدرين السابقين ، وفي تاريخ بغداد ١٠ / ١٩٢ : مراجل البادعسية.
(٣) الأصل : سنة.
(٤) الأصل : «العقد» والمثبت مقتبس من تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء.