نصر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا الحسن بن أحمد بن عطفان ، نا الحسن بن جرير الصّوري ، حدّثنا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيداوي نا السليم (١) بن صالح ، عن ثوبان ، عن إسماعيل بن [أبي] خالد ، عن الشعبي ، قال :
لما حضر عبد الله بن مسعود الموت دعا ابنه فقال : يا عبد الرّحمن بن عبد الله بن مسعود إنّي موصيك بخمس خصال فاحفظهن عنّي : أظهر اليأس للناس ، فإنّ ذلك غنى فاضل ، ودع مطلب الحاجات إلى الناس ، فإن ذلك فقر حاضر ، ودع ما تعتذر منه [من](٢) الأمور ولا تعمل به ، وإذا استطعت أن لا يأتي عليك يوم إلّا وأنت خير منك بالأمس فافعل ، وإذا صليت صلاة فصلّ صلاة مودّع ، كأنك لا تصلّي صلاة بعدها.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي ـ بهراة ـ وأبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصّفّار الفقيه ، وأخته عائشة بنت أحمد ، وزوجه أمة الرحيم حرة ، وأختاها أمة الله جليلة (٣) ، وأمة الرحمن سارة بنات أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري ، قالوا : أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد بن أحمد الأنصاري ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود بن علي العلوي ، أنا أبو الأحرز محمّد بن عمر بن جميل الأزدي ، نا علي بن داود القنطري ببغداد ، نا ابن أبي مريم ، نا السّري بن يحيى ، عن أبي شجاع ، عن أبي طيبة (٤) الجرجاني قال :
دخل عثمان بن عفّان على ابن مسعود ، وهو مريض ، قال : ما تشتكي؟ قال : أشتكي ذنوبي ، قال : فما تشتهي؟ قال : أشتهي رحمة ربّي ، قالا : أفلا ندعو لك طبيبا؟ قال : الطبيب أمرضني ، قال : أفلا نأمر لك بعطائك؟ قال : لا حاجة لي به. قال : تتركه لبناتك ، قال : لا حاجة لهن به ، قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من قرأ سورة الواقعة (٥) لم تصبه فاقة أبدا» [٦٨١٧].
كذا يقول سعيد بن الحكم بن أبي مريم : الجرجاني ، وهو وهم ، أبو طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان متأخر ، وأبو طيبة هذا غيره أقدم منه ، لا يعرف له اسم.
__________________
(١) بالأصل : «التسليم» مكان «نا السليم» والمثبت عن المطبوعة.
(٢) الزيادة عن المختصر ١٤ / ٧١.
(٣) كذا ، وفي المطبوعة : خليلة.
(٤) في سير الأعلام : «أبي ظبية» بدون «الجرجاني».
والخبر رواه الذهبي من طريق السري بن يحيى (سير الأعلام ١ / ٤٩٨).
(٥) بعدها بالأصل : أبدا.