ومن اللّطائف : أنّ السّيّد محمّد بن حسن عيديد (١) كانت له خؤولة من آل يحيى ، وعندما قدم على أمير سومطرة .. لم يلتفت إليه ، وبينا هو هناك .. بعث له السّيّد حسن بن شهاب عددا من «جريدته» يقول فيه : إنّ سيلا هائلا خرج من وادي عيديد ، فهوى بدار السّيّد محمّد على أمّه وأهله وأولاده ، يريد أن يحرق قلبه بذلك ؛ لأنّ أمّه من آل يحيى ابنة عمّ السّيّد ابن عقيل ، ولكنّ الخبر قد انتهى إلى السّيّد محمّد بن حسن عيديد بحصول غيث هنيّ لا ضرر فيه ولا عيث ، فسرّ بالجريدة ، وذهب بها إلى الأمير يعصر عينيه ، فرقّ له وأكرمه بأضعاف ما يؤمّل ، فما كاد يصل إلى سنغافورة .. إلّا وخفّ إلى بيت السّيّد حسن بن شهاب يخبره ويشكره ، ويقول له ما معناه : أردت مساءتي فاجتلبت مسرّتي.
... |
|
وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري |
ولمّا نشر السّيّد محمّد بن عقيل «نصائحه» .. ردّ عليه السّيّد حسن ب «الرّقية الشّافية» ، ونقضها عليه شيخنا الإمام أبو بكر بن شهاب برسالة سمّاها : «وجوب الحمية من مضارّ الرّقية» ، واتّفق أن كان الأديب السّيّد عقيل بن عثمان بن يحيى بسنغافورة فضمّهم حفل ـ وفي صحّة السّيّد عقيل انحراف ـ فأراد السّيّد حسن أن يحرّك الموقف الّذي شمله العبوس من اجتماع الأضداد ، فقال لعقيل : لعلّ العلاج نفعك؟ فقال : لا ، ولكن نفعتني الحمية. فوجم لها السّيّد حسن ، وتغامز القوم.
وما كان ردّ السّيّد حسن ب «الرّقية» عن ضمير واعتقاد ، ولكن لمّا كانت «النّحلة» أثارت عليه بعض السّخط .. أحبّ أن يغسله ب «الرّقية».
وله مدائح في سيّدنا الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر ، مطلع إحداهنّ [من الطّويل]
__________________
(١) مولده بتريم سنة (١٢٩٠ ه) ، وبها وفاته سنة (١٣٦١ ه) ، كان عالما فاضلا ، طلب العلم بتريم ، وله اعتناء بالأخذ عن الشيوخ ، وقد ضمّهم في «ثبت» كبير جمعه له تلميذه ومحبه القاضي مبارك باحريش وسمّاه : «إتحاف المستفيد بذكر من أخذ عنهم وواخاهم السيد محمد بن حسن بن أحمد عيديد» ، يقع في (٤٤٠) صفحة مع فهارسه. وجمع عنه نبذة في ترجمته وأخباره القاضي المذكور وسمّاها : «البلبل الغرّيد» تقع في (٥٨) صفحة.