وأنّهم يخرجون ما دخل فيه غيرهم من الفرق والمطالب والسّوائب والنّوائب.
وليس عليهم إلّا الحقّ الواجب وزكاة الأموال وزكاة التّجارة والفطرة ، يسلّمونها إلى العمّال بالأمانة من غير واسطة.
وليس عليهم مجبى أينما توجّهوا في البلاد الإماميّة ، في جميع الأسواق والمراسي والطّرقات والبنادر ، فلا يعترضوا بشيء من ذلك ، وذلك لما هم عليه من المحبّة والنّصيحة لهم ولسلفهم ، فيجرون على ذلك وتقرّ أعينهم بما هنالك ، وعليهم التّوقّف على أمرنا ، والكون عند رأينا ، وموالاة الموالي ، ومعاداة المعادي ، فليثقوا بذلك ، وبالله الثّقة ، وبه الحول والقوّة ، وهو حسبنا وكفى ، ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النّصير.
حرّر في محرّم الحرام عام سبعة وثمانين وألف (١٠٨٧ ه) ، وكان الشّيخ عبد الرّحمن باصهي معاصرا للحبيب أحمد بن زين الحبشيّ ، وعرض عليه أن يحجّ هو ومن معه على نفقته ، فلم يقبل ، كما في «كلام الحبيب أحمد بن عمر بن سميط».
ولم يبق بأيدي آل شبام اليوم من المناقب الشّريفة السّابقة لأهلهم .. إلّا حسن التّأسّي فيما بينهم ، ومساعدة الضّعيف ، وقضاء الحاجة ، وجبر المنكوب ، حتّى لقلّما ترفع من أولي مروءتهم دعوى إلى القاضي ، وإنّما يسوّون أمورهم فيما بينهم بالإصلاح ، وهذا ليس بالقليل مع تراذل الزّمان.
وذكر ابن الحائك : (أنّ مصبّ مياه الأودية الغربيّة كلّها كان في شمال شبام ، بينها وبين القارة) (١).
وهو صادق في ذلك ؛ لأنّه الواقع فيما قبل .. حتّى كان السّيل العظيم الهائل في سنة (٦٩٩ ه) فأخرب الأحجاز ، وأخذ كثيرا من البشر ومن المواشي (٢) ، وانتقل
__________________
(١) صفة جزيرة العرب (١٦٩).
(٢) في «تاريخ شنبل» : أن ذلك كان سنة (٦٩٨ ه) ، وزيادة على ما ذكر المؤلف .. فإن ذلك السيل أخذ قطعة من جنوبي شبام فيها ثلاثة مساجد ، وما والاها من الدّيار ، وأخذ بني سعد وبني حارثة ، وأخرب حبوظة الراك ، وذلك في رمضان من تلك السنة.