بو لحم قال كسّاب الجميل |
|
إذا النّوائب فتح لي بابها (١) |
ننفق على العزّ من كثر او قليل |
|
ومحنة الوقت ما ندرى بها |
إنّ الكرم يفتح ابواب السّبيل |
|
ويمحي اوصال بعد اكتابها |
والبخل قايد إلى الذّلّه ذليل |
|
مولى الكرم همّته يعلى بها |
والله ما قطّ يتجمّل بخيل |
|
وان قام في حجّه ما أوشى بها |
قومي بني مالك الحبّ النّصيل |
|
جهاوره من فروع أنسابها |
يسمع لهم في علا الوادي صهيل |
|
كم من بلد زوّعوا بابوابها |
لي يحكموا على الرّكب طيّ القتيل |
|
إذا النّفوس أكثرت جلّابها |
قولي ونا مسكني غلب الدّويل (٢) |
|
في قرية العزّ ذي نزهى بها |
وكأنّما أخذ قوله : (لي يحكموا على الركب .. إلخ) من فعل العنابس يوم الفجار ؛ إذ قيدوا أنفسهم خشية الهرب ، أو من قول البحتريّ [في «ديوانه» ٢ / ٦٣ من الخفيف] :
وكأنّ الإله قال لهم في ال |
|
حرب كونوا حجارة أو حديدا |
وفي كلام الحبيب أحمد بن حسن العطّاس : أنّ الحبيب أبا بكر بن عبد الله العطّاس يحبّ الاستشهاد بأبيات من هذه القصيدة.
وقال لي بعض الثّقات : إنّ مسكن الشّيخ يحيى بن قاسم الجهوريّ ليس بالقزة ، وإنّما هو بحصونهم أعمال القطن ، وإنّما كان يتردّد إلى القزه لصهر أو صداقة. أمّا الدّويل : فلعلّه يعني به حصن سيئون ، أو شبام ؛ فكلّ منهما يقال له ذلك.
__________________
له أصلا ، وذلك كالحديث الّذي يصف مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّه (لا تنثى فلتاته) ؛ أي : لا تحفظ فلتات مجلسه ، وليس هذا هو المقصود ، بل المقصود : أنّه لا زلّات ولا فلتات في مجلسه أصلا. والله أعلم.
(١) جاء في هامش المخطوط : (بو لحم : بكسر الحاء واللّام وسكون الميم).
(٢) الغلب ـ بضم الغين وسكون اللام ـ : الغرفة التي تكون في أعلى البيوت ، وهذا الحصن (الدويل) لا زال قائما إلى اليوم ، وهو من الآثار الهامة في المنطقة.