كثروه .. استعان عليهم بابن أخته الأمير صلاح فأعطاه جماعة من عبيده يخفرونه ، وقتلوا ولده قاسم بن ناصر بن عليّ في ثأر لهم عنده وعبيد صلاح في داره ، فغضب صلاح وجمع يافع لحربهم ، فوافقوه على ذلك إلّا بني أرض ، وضيّق عليهم الحصار ، وفي ذلك يقول شاعرهم الشّيخ ناصر بن جبران البطاطيّ :
بركات طرّب من قتلني بااقتله |
|
ومن لقى في صوب ، بالقي فيه صوب |
والله ما بانسى شروع القبوله |
|
لو با ثمن في الدار هذا مية طوب |
ولمّا اشتدّ الحصر عليهم .. تداخل الحبيب حامد بن أحمد المحضار في آخر حياة أبيه ، فسار بهم إلى الريّضة عند الأمير صلاح على أن يحكم عليهم بما شاء بعد أن تواضع هو وإياه على أن يكون الحكم بمسامحة آل البطاطي في قتيل لهم عند ناصر عليّ ، وعلى أن يدفعوا خمس مئة ريال أيضا ، ولمّا وصلوا فرط بني أرض والحبيب حامد أمامهم .. قال شاعرهم ابن جبران :
يالفرط ما تستاهل التفريط |
|
لأنّ حبّك ما دخله السّوس |
وأمّا الجماعه حبّوا التخليط |
|
لكنّنا باكيّس القنبوس |
ولمّا وصلوا الريضة .. قال :
يا راد يا عوّاد هذي الرّيّضه |
|
قد ذكّرتني جمل في وادي حنين |
والدرع والبيضه مع مولى بضه |
|
شلّ الثقيله يوم ضاقت بو حسين |
وأبو حسين هو الأمير عبد الله بن عمر القعيطيّ ، يشير بذلك إلى نجدته الّتي أعان بها آل البطاطيّ حتّى خلّصوهم من حصار آل كثير ، كما فصّلناها ب «الأصل» ، وأشرنا إليها فيما يأتي.
وفيها كان مسكن الشّيخ يحيى بن قاسم الجهوريّ اليافعيّ ، رجل شهم ، لا يقدع أنفه (١) ، ولا يتقنّع من مسوأة (٢) ، وله من الأعمال ما يصدّق قوله :
__________________
(١) يقدع : يقطع.
(٢) لا يتقنّع من مسوأة : ليس المقصود أنّه يعمل السيّآت ثمّ لا يستحيي منها .. بل المقصود : أنّه لا سيّآت