وهناك آثار قديمة تدلّ على ضخامة ملك وتقدّم حضارة. وهذا المكان هو الحدّ الفاصل بين القعيطيّ والمهرة.
ومن ورائه إلى جهة الشّرق : درفات ، وهي قرية فيها مسجدان.
ثمّ حيريج (١) ، ولها ذكر كثير في التّاريخ (٢) ، قال الطّيّب بامخرمة : (وهي أمّ المشقاص ، وفيها محمّد الحشريت ، وشيوخهم الأشعثيّون من ذرّيّة الأشعث بن قيس الكنديّ.
وفيها بندر يقصده أهل الهند ومقدشوه ، ويتوسّمه أهل الشّحر وحضرموت (٣) ، ويحمل منه الكندر (٤) والصّيفة (٥) إلى عدن وبربرة وجدّة وإلى كل محلّ. ذكرها القاضي مسعود) اه
ولكنّها دثرت ولم يبق منها إلّا القليل ، وفيها مسجد للشّيخ عبد الله القديم عبّاد.
ومن ورائها : سيحوت (٦) ، على مسافة ثلاثة أيّام إلى جهة الشّرق بالرّيح المعتدل
__________________
(١) حيريج : موضع في غربي وادي المسيلة ، ما بين الشحر وسيحوت من بلاد المهرة ، «الشامل» (١١٧)
(٢) منها : خروج أهلها سنة (٦١٩ ه) على ابن مهدي ، وقتل عبد الله الحبوظي بها سنة (٦٤٦ ه).
ووفاة الشيخ شماس بن أحمد الشعبي بها سنة (٧٤٢ ه). وحوادث في (٧٨٩ ه) ، و (٧٩٠ ه) ، و (٧٩١ ه). وفي (٨٣٢ ه) صال سعد بن فارس (بادجانة) من حيريج على ظفار. وظل آل بادجانة بها إلى سنة (٨٦٣ ه). وفي سنة (٨٧١ ه) أخذها آل كثير. وفي سنة (٩١٢ ه) حفر الشيخ عبد الله بافضل بئرا بها. ينظر : «تاريخ شنبل» (٨٠ ، ٩٣ ، ١٢٠ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٧٠ ، ١٨٩ ، ١٩١ ، ١٩٣ ، ٢٢٥). «العدة المفيدة» (١ / ٨١ ، ١٣٤ ، ١٤٠ ، ١٦٧ ، ١٨٠ ، ١٩٦ ، ٢٠٠ ، ٢١٧ ، ٢١٩).
(٣) يتوسّمه أهل الشّحر : يطلبون كلأ الوسميّ ، وهو الكلأ النّاتج عن مطر الرّبيع.
(٤) الكندر : اللّبان ، نوع من العلك ، ويقال له (المستكى).
(٥) الصّيفة : عند الحضارمة هي زيت كبد الحوت.
(٦) تقع سيحوت في شرقيّ المكلا ، وتبعد عنها نحو (٥٠ كم) ، وهي عاصمة محافظة المهرة. وتقع سيحوت على خط الطول (١٥ ـ ١٨ ـ ٥١) (واحدة وخمسون درجة ، وثماني عشرة دقيقة ، وخمس عشرة ثانية). وخط عرض (١٤ ـ ١٥) (خمس عشرة درجة وأربع عشرة دقيقة).