الكلمات أمر مهم (١) عندهم وإن لم يصل إلى حد الضرورة (٢).
(مثل : (سَلاسِلَ (٣) وَأَغْلالاً)) حيث (٤) صرف (سلاسلا) ليناسب المنصرف الذي يليه ـ أعني (أغلالا) ـ فقوله : (سلالا وأغلالا) مثال لمجموع غير المنصرف الذي صرف ، والمنصرف الذي صرف غير المنصرف لتناسبه (وما يقوم (٥) مقامهما) أي : العلة(٦) الواحدة التي تقوم مقام العلتين من العلل التسع ، علتان مكررتان قامت كل واحدة منهما مقام علتين لتكررهما ، أحداهما : (الجمع) البالغ إلى صيغة منتهى (٧)
__________________
ـ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ ؛ إِذا يَسْرِ)[الفجر : ١ ـ ٤] بحذف الياء لمناسبة الفجر ، كما قيل. (عصمت).
(١) أي : عند العرب سواء كان في النثر كما في قوله تعالى : (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ)[البروج : ١٣] بضم الياء في الأول والقياس الفتح ؛ لأنه من بدأ ثم قرأ ، أو في الشعر كما في قوله :
قالوا اقترح شيئا تجد لك طبخة |
|
قلت اطبخوا لي جبة وقميصا |
فأتى ب : اطبخوا مكان خيطو لمناسبة طبيخه واختلفا اسما وفعلا. (م).
(٢) قوله : (إلى حد الضرورة) فيه إشارة إلى علة التناسب قد يصل إلى حد الضرورة ، ومنه وجوب صرف أعلام الأوزان التي قصد بها وزن منصرف مع عدم صرفها ، كما يقال : وزن ضارب يضارب مضاربة فاعل يفاعل مفاعلة ، فصرف مفاعلة مع تأنيثها وعلميتها لوزن مخصوص ؛ لمناسبة ما يوزن به ، أعني : مضاربة وهذا التناسب ضروري عند بيان الوزن كما لا يخفى. (عصمت).
(٣) قوله : (سلاسلا) فإن نون ما قبله وهو للكافرين لما كان بمنزلة التنوين ، وكان ما بعده وهو قوله تعالى : (وَأَغْلالاً)[الإنسان : ٤] منونا كأن كان ما بعده وما قبله منون هو أيضا ؛ للتناسب. فإن قلت : عليه أن يقول : يجب صرفه للضرورة ؛ لأنها موجبة لا مجوزة قلت : لو قال كذلك لم يصح عطف التناسب على الضرورة ؛ لأنه مجوز لا موجب ، فالحق أنه أراد بالجواز القدر المشتركة بين الوجوب والجواز ، فحينئذ صحت عطف التناسب على الضرورة كانت ظاهرة. (عوض أفندي).
(٤) تعليل لصحة التمثيل به أو للمكان ، إشارة إلى قراءة أخرى بدون رعاية التناسب.
(٥) ولما فرغ من بيان حكم غير المنصرف وبيان دواله ، أراد أن يبين السبب الذي يقوم مقام السببين فقال : وما يقوم مقامهما. (م).
(٦) وهذا التفسير إشارة إلى أن هذا التفصيل ، أي : قول المصنف : وما يقوم مقامهما ، تفصيل لما أجمل المصنف في تعريف غير المنصرف حيث قال : أو واحدة تقوم مقامهما. (جلبي).
ـ قوله : (وما يقوم مقامهما) قيل : هذا من تتمة بيان التعريف فينبغي أن يقدم على قوله : (وحكمه) ، وفيه أن بيان الأسباب كلها من تتمة التعريف ، فهذه جملة معترضة ولا مشاحة في وقوعها أينما وقعت ، الاهتمام ببيان أنها لا تصلح التعريف قدمت إلى هنا. (عصام).
(٧) قوله : (منتهى) مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل ، وأضيف إلى الجموع إضافة الصفة ـ