من فحوى الكلام ، فإنه بعيد عن الفهم غاية البعد (١).
فاللام فيه متعلق بقوله : (اختلف آخره) ، يعني : اختلف آخره (ليدل)(٢)الاختلاف (٣) أو ما به الاختلاف.
(على المعاني) ، يعني : الفاعليّة والمفعوليّة والإضافة (المعتورة) ، على صيغة اسم الفاعل (عليه) ، أي : على المعرب متعلق بمعتورة على تضمين (٤) مثل : معنى الورود والاستيلاء.
يقال : اعتوروا الشيء (٥) وتعاوروه ، إذا تداولوه ، أي : أخذه جماعة ، واحد بعد
__________________
(١) لأنه لا نظر إلى وضع الإعراب لا قصدا ولا تبعا ، وقوله : (غاية البعد) منصوب على الظرفية ، فإن تعلقه بقوله : (وضع بعيد عن الفهم) في غاية البعد. (محرم).
(٢) لأن العامل يقتضي الفاعلية والمفعولية والإضافة ، وهذه يقتضي الإعراب ، والإعراب يقتضي الاختلاف ، فيكون الإعراب سببا قريبا والعامل والمقتضي سببا بعيدا. (طاشكندي).
ـ هذا بيان لغرض وضع الإعراب في الأسماء إذ الأسماء تعرض لها معان مختلفة وهي الفاعلية والمفعولية والإضافة ، فأريد تمييز بعضها عن بعض ، فوضع الإعراب مميزا بعضها عن بعض ، ومبينا لما هو المقصود ومزيلا للفساد الناشئ من التباس بعضها من بعض ، كما أشير إلى معناه من حيث الوضع اللغوي. (حبيصي).
(٣) قوله : (الاختلاف أو ما به الاختلاف ... إلخ) إشارة إلى أن فاعل ليدل إما راجع إلى الاختلاف أي : المصدر الذي يدل اختلف عليه ، وإما إلى ما الموصولة التي هي عبارة عن الحركة والحرف. (مصطفى جلبي).
(٤) قوله : (على تضمين مثل معنى الورود) جعل السيد المعتورة بمعنى الداخلة بالنوبة ولو مجازا ليسلم عن تكلف التضمين ، ويدل عليه قول الشيخ أي : المتعاقبة ، فاحفظ ولا تغلط. (عيسى الصفوي).
ـ التضمين هو أن يقصد بلفظ فعل معناه الحقيقي ، ويلاحظ معه معنى آخر يناسبه ، والمعنى الآخر مراد يدل عليه ذكر متعلقاته ، فتارة يجعل المذكور أصلا والمحذوف حالا ، وتارة يجعل المحذوف أصلا والمذكور حالا. (ملا محرم).
ـ التضمين يحتمل أمرين أحدهما أن يكون الأصل ثابتا والمضمن حالا تقديره ؛ ليدل على المعاني المعتورة حال كونها واردة ومستولية على المعرب ، والثاني أن يكون الأصل زائدا والمضمن أصلا تقديره ليدل على المعاني الواردة أو المستولية عليه ، وبين معناه اللغوي بقوله : (يقال : اعتوروا).
(٥) فيه إشارة إلى أن بابي الافتعال والتفاعل بمعنى في هذه الكلمة ، وإلى أنها يتعدى بغير ـ