قيل : لا معنى لهذه الكلمات (١) الثلاث في حال الإفراد ، مثل : (حسن بسن) وقيل : (كتع) مشتق من : حول كتيع ، أي : تام.
و (أبصع) بالمهملة من : بصع العرق ، أي : سال.
وبالمعجمة من (بضع) أي : روي.
و (أبتع) من : البتع ، وهو طول العنق مع شدّة (٢) مفرزه.
ويمكن (٣) استنباط مناسبات خفيّة بين هذه المعاني ، ومعناها التأكيدي بالتأمل الصادق.
(فالأولان) أي : النفس والعين (يعمّان) أي : يقعان (٤) على الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث (باختلاف صيغتهما) (٥) إفراد وتثنية وجمعا (و) اختلاف ضميرهما (٦) العائد إلى المتبوع المؤكد ، (تقول : نفسه) في المذكر الواحد (نفسها) في المؤنث الواحدة (أنفسهما) بإيراد صيغة الجمع (٧) في تثنية المذكر والمؤنث.
__________________
(١) التأكيد اللفظي على ضربين أحدهما يفيد الأول والثاني يقويه عودته مع اتفاقهما في الحرف الأخير ، ويسمى تباعا ، وهو على ثلاثة أضرب ؛ لأنه إما أن يكون للثاني معنى ظاهر ، نحو : هنيئا مريئا ، أو لا يكون له معنى أصلا ، بل ضمّ إلى الأول لتزيين الكلام لفظا وتقويته معنى ، وإن لم يكن له في حال الإفراد ومعنى ، نحو قولك : حسن بسن فسن ، أو يكون له معنى تكلف غير ظاهر ، نحو : خبيث نبيث ، من نبثت الشيء. (شيخ الرضي).
(٢) قوله : (مع شدة مفرزة) المفرزة مكان وضع فيه القدم لأجل الركوب أعم من أن يكون عنق البعير وغيره فمفرزة العنق إنما يتصور بحسب الحقيقة في البعير وفي غيره إنما هو على سبيل النجور.
(٣) قوله : (ويمكن) وهو أن في اكتع معنى التمام فناسب معنى التأكيد وهو الجمعية وفي أبصع معنى السيلان فناسب أيضا والروى فهو تمام شرب فناسب أيضا إذا في اتبع معنى طول العنق مع شدة مفرزة وهو تمام العنق فناسب أيضا. (ص).
(٤) يعني : جعلا عامين لشمولهما الواحد والاثنين والزيادة المذكر والمؤنث. (محشي).
(٥) فللواحد المؤنث تغير الضمير فقط وتغير الصيغ مع الضمير مع المثنى المذكر والمؤنث ومجموعهما تقول جاءني نفسه والزيدان أنفسهما والزيدون أنفسهم والمرأة نفسها والمرأة نفسها والنساء أنفسهن. (هندي وجيه).
(٦) لأنها مضافة إلى ضمير التثنية والمثنى إذا أضيف إلى مثله يجوز أن يجمع للأمن عن اللبس كقوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما)[التحريم : ٤] اجتماع لفظ اثنين فيما يؤكد اتصالهما لفظا ومعنى. (نموذج).
(٧) أو في اختلاف أحدهما إلا في المثنى والمذكر والمؤنث فإن لا اختلاف بينهما بالصيغة ولا بالضمير. (متوسط).