إحداهما : كونها صفة لزيد تابعة له تبعية (١) المعطوف عليه.
وأخراهما : كونها معطوفة على الصفة المتقدمة (٢) تابعة لها ويصدق على هذه الصفة(٣) من جهتها الأولى أنها تابع ؛ لأنها صفة لزيد يتوسط بينها وبين (زيد) حرف العطف ؛ لأن توسط (٤) حرف العطف بين شيئين لا يلزم أن يكون لعطف الثاني على الأول ، (٥) فلو لم يكن قوله : (مقصود بالنسبة مع متبوعه) لدخل هذه الصفات من جهتها الأولى في حد المعطوف (٦) وهي من هذه الجهة ليست معطوفة فلم يبق مانعا.
وقيل (٧) : قد جوّز الزمخشري وقوع الواو بين الموصوف والصفة لتأكيد (٨) اللصوق في مواضع عديدة من (الكشاف).
وحكم المصنف في شرح المفصل في مباحث الاستثناء أن قوله تعالى (لها (٩)
__________________
(١) أي : مثل تبعية المعطوف عليه صورة لا حقيقة كما يدل عليه قوله أليس بعطف على التحقيق. (ق).
ـ والظرف خبر مقدم والجملة خبر المبتدأ الأول وهي فالصفة.
(٢) وإذ عطف الشاعر على العالم يكون معطوفا مدخولا في حد المعطوف فيكون جامعا ومانعا وحينئذ يفيد التوضيح كما يفيد العالم فيكونان مقصودا بالنسبة معا. (ح).
(٣) أي : الصفة الداخلة عليها حرف العطف نحو الشاعر والدبير.
(٤) جواب سؤال مقدر تقديره أن توسط حرف العطف بين شيئين يكون للعطف لا شيء آخر فاجاب بقوله : (لأن توسط. (لمحرره).
ـ وفي بعض النسخ ؛ لأنه يتوسط وح يلزم من اللزوم وإلا من الإلزام.
(٥) بل يجوز عملا بالأصل ؛ لأن الأصل في حروف العطف العطف لجواز أن تكون الواو ابتدائية واستئنافية أو حالية والفاء تفسيرية وجواب لامّا وجزاء الشرط إلى غير ذلك. (م ح).
(٦) مع أنها ليست بمعطوفة من هذه الجهات فيلزم صدق الحد بدون صدق المحدود فلا يكون الحد مانعا لا غياره. (شرح).
(٧) فائدة النقل عن الزمخشري هي التقوية والتأكيد وتحقيق بقوله : لأن توسط العطف بين الشيئين لا يلزم أن يكون بعطف الثانية. (مولانا علي).
(٨) منها قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ)[الكهف : ٢٢] يعني أن واو ثامنهم لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف ومنها قوله تعالى : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً)[الأنبياء : ٦٩] لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف ويقولون لهذا النوع من الواو واو الثمانية بشهرتها في هذه الأية. (محمود).
(٩) هذا سهو من القلم والصواب الأولها كان معلوم إذ ليس الواو هنا في نظم الآية. (وجيه الدين).