إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ملّا جامي [ ج ١ ]

503/527
*

منذرون) في قوله : (وَما (١) أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها (٢) مُنْذِرُونَ) صفة ل : (قرية) فلو اكتفى بقوله (تابع يتوسط) لدخل فيه مثل : هذه الصفة).

ونقل (٣) عن المصنف أنه قال في (أمالي الكافية) (أن العاقل في مثل : (جاءني زيد العالم والعاقل) تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة ، وليس بعطف على التحقيق ، (٤) وإنما هو باق على ما كان عليه في الوصفية.

وإنما حسن دخول العاطف لنوه من الشبه (٥) بالمعطوف لما بينهما من التغاير فلو حد العطف كذلك لدخل فيه بعض الصفات مع ؛ لأنه ليست بمعطوف.

وقال بعضهم : فيه نظر ؛ لأن الحروف المتوسطة بينها عاطفة ؛ لدلالتها فيها على ما يدل عليه في غيرها من الجمع والترتيب ، وغير ذلك.

ففي جعلها غير عاطفة في الصفات عاطف في غيرها ، ارتكاب أمر بعيد (٦) من غير ضرورة داعية إليه.

(وإذا عطف على (٧) الضمير (المرفوع) لا المنصوب والمجرور (المتصل) بارزا

__________________

(١) وقوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ)[الشعراء : ٢٠٨] وليس فيها ولها منذورن بغير الأولى التمثيل هنا ما في سورة الحجر وهو وقوله : تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ)[الحجر : ٤]. (محمد).

(٢) الجملة صفة القرية وتوسطت الواو بينهما لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف كتوسطها بين الحال وصاحبها يقال جاءني زيد عليه ثوب وجاءني زيد وعليه ثوب. (كواشي).

ـ خبر مقدم والجملة مجرور المحل مستثنى مفرع صفة. (قرية رضا).

(٣) قوله : (ونقل عن المصنف) الفرق بين هذا الوجه والوجه الأول أن الوجه الأول حمل المعطوف على الصفة صفة من وجه ومعطوف من وجه وهذا الوجه جعل صفة لا محالة من غير أن يكون معطوفا من وجه. (ع ص).

(٤) وإطلاقهم العطف عليها مجاز فلم يجعل المصنف الصفة ذات وجهين. (رضي).

(٥) أي : إليه بالعطف لما بينهم من التغير ؛ لأن الحسن أن العاطفة في الصفة جائر أيضا. (حاشية).

(٦) وهو المعنى المجازي ؛ لأن كونها التأكيد اللصوق معنى مجازي لها لا حقيقي. (م ح).

(٧) الأصل في العطف التغاير بالذات وهناك تفصيل وهو أن ذات العطف بوسط بين الذوات اقتضت تغايرها بالذات وأن توسطت بين الصفات اقتضت تغايرها بحسب المفهوم وكذا الحكم في التأكيد والبدل ونحوهما. (سيدي). ـ