أمّا أنت منطلقا (١) انطلقت أي : ؛ لأن كنت) منطلقا انطلقت ، فأصل أما أنت ؛ لأن كنت ، حذفت للام قياسا ، ثم حذفت كلمة (كان) اختصارا ، فانقلب الضمير المتصل منفصلا ، وزيدت (٢) لفظه (ما) بعد (إن) في موضع (كان) عوضا عنها وأدغمت النون في الميم ، وأبقى الخبر على حاله ، فصار (٣) : أما أنت منطلقا انطلقت ، وهذا تقدير فتح الهمزة.
وأما على تقدير كسرها (٤) ، فالتقدير : إن كنت منطلقا انطلقت ، فعمل به ما عمل بالأول من غير فرق إلا حذف (٥) اللام ، إذ لا لام (٦) فيه (٧) ، واقتصر المصنف على الأول؛ لأنه أشهر.
__________________
ـ أما مكسورة كالمفتوحة في وجوب الحذف بعدها ؛ لإنها أكثر استعمالا صرح به ابن مالك عصام الدين.
(١) أشار إلى أن الألف واللهم عوض عن المضاف إليه خبر لكان المحذوف والجملة بعد التأويل مجرور المحل باللام المقدر ومحل بعد المنصوب مفعول له لانطلقت المؤخر خلاصة م ع.
(٢) وإنما خص ما بالزيادة إما لمناسبتها الفعل في أنها مصدرية في الأصل أو لكونها مشابهة بأخت ولا وإن كذلك لكنه أقل منها مشابهة عافية (يعني لما حذف منه ما يتصل به تاء الخطاب) أعني كان ولم يستتر المتكلم بالضمير المتصل دون ما يتصل به أوتي به ضمير الخطاب المرفوع المتصل أعني أنت سيد علي.
(٣) فعلى هذا يكون المعنى إن كنت منطلقا في زمان لاستقبال انطلقت فيه.
(٤) وأما الكوفيون فالتقدير عندهم إن ما كنت منطلقا بكسر الهمزة فإن عندهم للشرط قطعا وإن جوزوا فتح همزتها تسهيلا لدخولها على الاسم فعندهم جاز الجزم في الفعل الواقع بعده ذكره الكسائي (عافية شرح الكافية).
(٥) قوله : (إلا حذف اللام) وأيضا فيه ما مزيدة للتأكيد لا للتعويض كما في (وَإِمَّا تَخافَنَ)[الأنفال : ٥٨] ؛ لأنه يذكر الفعل بعد ما كذا في المفصل فعلى هذا لا يحذف كان فيه وجوبا كما يشعر به كلام الشارح قال الرضي ويحذف كان مع إما المكسورة قليلا قال سيبويه لم يجز حذف الفعل مع إما المكسورة ولعل المصنف لم يذكر إما المكسورة لأجل هذا وجيه الدين.
(٦) لأن حرف الجر لا يدخل على حرف الشرط لئلا يبطل الصدارة لمحرره.
(٧) أي : في الثاني فيحذف فالمعنى فيهما على المعنى ؛ لأن حرف الشرط في الثاني لا يغير معنى كان الدال على الماضي فيهما م ح.
ـ أو يستقيم المعنى على الشرط بدون اللام بخلاف المفتوحة فإن لا يستقيم المعنى بدون اللام ؛ لأن المعنى المنطلق لأجل انطلاقك.