صفتان ل : (ذات) اشارة إلى تقسيم التمييز ، فالمذكور (١) ، نحو :
(رطل زيتا) والمقدرة نحو : (طاب زيد نفسا) (٢) فإنه في قوة قولنا :
(طاب شيء منسوب إلى زيد) (٣) و (نفسا) يرفع الإبهام عن ذلك الشيء المقدر فيه (٤).
(فالأول) أي : القسم الأوّل من التمييز وهو ما يرفع الإبهام عن ذات مذكورة ، يرفعه (٥) (عن مفرد) (٦) يعني : به ما يقابل الجملة وشبهها والمضاف (٧) (مقدار) (٨) صفة لمفرد ، وهو ما يقدّر به الشيء ، أي : يعرف (٩) به قدره ، ويبين (غالبا) (١٠) أي : في غالب المواد وأكثرها ، أي : رفع (١١) الإبهام مطلقا يتحقق في ضمن هذا الرفع الخاص
__________________
(١) ما تم بأحد المتممات الأربعة إما بالتنوين نحو : رطل زيتا ، وإما بنون التثنية نحو : منوان سمنا ، وإما بنون الجمع ، مثل : عشرون درهما ، وإما بالإضافة نحو : على التمرة زبدا (م).
(٢) فنفسا تمييز يرفع الإبهام عن ذات مقدرة في جملة طاب زيد (توقادي).
(٣) لأن التمييز هاهنا عن نسبته أي : منسوب إليه مقدر في النسبة (وجيه الدين).
(٤) أي : في قولك : طاب زيد وذلك الشيء المقدر فيه ما فسر بالتمييز أمن جهة النفس أم من جهة العلم أو غيرهما (م).
(٥) أشار إلى أن يرفع مقدر هاهنا ويتعلق بمن. (م ع).
(٦) فإن قيل : إن قوله : (عن مفرد مقدار) يشعر أن لا يرفع الإبهام عن غيره مع أن رفعه عن المضاف في مثلها زبدا؟ قلنا : إن رفعه عنه ليس من كونه مضافا بل فيه إبهام بدون الإضافة فلذلك لا يكتب تعريفا عن المضاف إليه المعرف ظاهرا بخلاف قوله : أعجبني طيبه نفسا لما سيجيء (قدقي).
(٧) أي : ما يقابل نسبة الجملة ونسبة شبيه الجملة ونسبة المضاف أي : إضافته إلى المنسوب إليه المقدر فيها ؛ لأن المفرد هاهنا مقابل للنسبة لا للجملة نحو : طاب زيد نفسا وزيد طيب أبا وطيّب أبا (وجيه الدين).
(٨) أي : ما يعرف به قدر الشيء وهو العدد والكيل والوزن والمسافة والمقياس (هندي).
(٩) والظاهر أن التفسير من تفسير الشيء بلازمه وإلا لم يجئ التقدير في اللغة بمعنى معرفة الشيء (حسن أفندي).
(١٠) قوله : (غالبا) ظرف لقوله : (مقدار) ؛ لأنه يجيء قليلا من غير المقدار كقولك : عندي خاتم حديدا (إيضاح).
(١١) بيان المقادير وهي خمسة : العدد وهو مقدار يبين كمية الآحاد ، والوزن : وهو مقدار يبين الثقل والخفة ، والكيل : وهو مقدار يبين الكثرة والقلة ، والزراع : وهو مقدار يبين الطول والعرض ، ـ