(وأرسلها (١) العراك) (٢)ولم يذدها |
|
ولم يشفق على نغص (٣) الدّخال |
البيت للبيد ، يصف حمار الوحش والأتن يقول : ارسل حمار الوحش الأتن (٤) ، وكان(٥) المراد بالإرسال البعث (٦) ، أو التخلية (٧) بين المرسل وما يريد (٨) أي : أرسلها معتركة متزاحمة.
ولم يذدها ، أي ، لم يمنعها من العراك ، ولم يشفق ، أي : لم يخف على نغص الدخال، أي : على أنه لم يتم شرب بعضها للماء بالدخال.
والدخال : هو أن يشرب البعير ثم يرد من العطن (٩) ...
__________________
(١) والضمير المستتر راجع إلى حمار الوحشي وضمير المفعول راجع إلى الأتن الوحشية أو إلى الإبل (معرب).
(٢) قوله : (وأرسلها العراك) ومررت به وحده ونحوه متأول) جواب سؤال مقدر وهو أن يقال : أنتم قلتم شرط الحال أن يكون نكرة والعراك في قولهم : (أرسلها العراك) حال مع كونه معرفة؟ وجوابه : أن تقول : لما دل الدليل على عدم جواز وقوع الحال معرفة احتاج هذا إلى تأويل وتأويله أن العراك مصدر عن حال محذوف تقديره : أرسل الحمار تعترك العراك ومررت به ينفرد وحده فلما حذف الفعل قيل : إن العراك ووحده حال على سبيل المجاز تسمية للمعمول لاسم العامل ، وتقول : إنّه مصدر وقع موقع الحال النكرة أي : أرسلها معتركة ومررت به منفردة (متوسط).
ـ ومعنى البيت : أرسل حمار الوحشي الأتن حال كونها مجتمعة متزاحمة ولم يمنعها عن الاجتماع والتزاحم ولم يخف على عدم تمام شرب بعضها بسبب مداخلة بعضها في بعض آخر منها ، أو لم يخف على عدم تمام شرب بعضها مثل عدم تمام شرب البعير الداخل بين بعيرين عطشانين.
(٣) ونغص بالصاد المهملة والغين المعجمة المفتوحة عدم تمام الشرب وبالمعجمة تحريك الرأس وكلاهما رواية قال السيرافي يريد أن بعضها يزحم بعضا حتى لا يقدر أن يتحرك لشدة الازدحام فهو واقف لا يتمكن على الحركة (عباب).
(٤) لأنه قادر على ضبطهن بحيث يمنعهم عن التزاحم خوفا من تأديبه إياهنّ (م).
(٥) جواب عن سؤال مقدر تقديره : إن الإرسال يقتضي سبق القيد وهاهنا لم يمكن أن يتصور القيد فضلا عن سبقه ؛ لأن القيد والإرسال منه لم يوجد إلا في بني آدم فأجاب عنه (م).
(٦) هذا رد على العلامة التفتازانيّ حيث عين الثاني بالإرادة (وجيه الدين).
(٧) هي المراد هاهنا أي : خلا بين الإبل وبين شربها ولم يمنعها من ذلك (إقليد).
(٨) والموصوف هاهنا عبارة عن موضع يشرب منه الأتن الماء يعني جائي آب خوردن (م).
(٩) العطن ما حول الحوض والبئر من مبارك الإبل والمبرك المناح يرد من الورود وهو ـ