الكلام ، سواء كانا ملفوظين حقيقة أو حكما (١).
(أو معنى) أي : معنويا بأن تكون فاعلية الفاعل أو مفعولية المفعول باعتبار معنى يفهم من فحوى الكلام (٢) ، لا باعتبار لفظه ومنطوقه.
والمراد بالفاعل أو المفعول به أعم من ان يكون حقيقة أو حكما ، فيدخل فيه الحال عن المفعول (٣) معه ، لكونه في معنى الفاعل أو المفعول به وكذا عن المفعول المطلق مثل : (ضربت الضرب شديدا) (٤) فإنه بمعنى ، أحدثت الضرب شديدا (٥) ، وكذا (٦) يدخل فيه الحال عن المضاف إليه ، كما إذا كان المضاف فاعلا ، أو مفعولا يصح حذفه. ويقام المضاف إليه مقامه ، فكأنه (٧) الفاعل أو المفعول نحو : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [البقرة: ١٣٥]) (٨) و ((أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات : ١٢]) انه يصح ان يقال :
__________________
ـ أي : معنى كلامه ، مقصورا أو ممدودا ، وفي الحديث : من أكل في فحوى أرض لم يضر ماؤها يعني : البصل (توقادي).
(١) مثل : زيد في الدار قائما ، مثال اللفظي الملفوظ حكما حينئذ ، وزيد ضرب قائما على البناء للمفعول ، مثال للمفعول الملفوظ حكما (قدقي) ، ولا يتصور كون المفعول ملفوظا حكما ؛ لأن الملفوظ الحكمي إنما يكون باعتبار الاستتار والمفعول لا يكون مستترا (سعد الله).
(٢) ومثال الفاعل معنى ، نحو : زيد في الدار قائما فإن قائما حال من زيد وهو ليس بفاعل لفظا ؛ لأنه مبتدأ لكنه فاعل حصل أو حاصل الذي هو محذوف من حيث المعنى ، ومثال المفعول معنى هذا : زيد قائما ، وقائما حال عن زيد وهو مفعول معنى تقديره : أنبه عليه (متوسط).
(٣) والمرضي أن وقوع الحال عن المفعول فيه وله جائز لكونهما قسمين من المفعول به (حواشي هندي).
(٤) فمعناه : وجدت الضرب حال كونه شديدا فهو هاهنا في معنى المفعول به (سيدي).
(٥) حال من الضرب لا صفة ؛ ؛ إذ لا مطابقة بين الصفة والموصوف (سيدي).
(٦) أي : كما يدخل الحال من المفعول معه والمفعول مطلق وله وفيه (لمحرره).
(٧) أي : المضاف إليه الذي هو ذي الحال بعد حذف المضاف وإقامته مقامه (م).
(٨) فإن قلت : قد يقع الحال عن المضاف إليه كما في قوله تعالى:(اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)[النساء : ١٢٥]، وقوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) فإن ميتا وحنيفا حالان من إبراهيم وأخيه وهما ليستا بفاعلين ولا مفعولين؟ قلت : أجاب عنه صاحب الغجدواني : بأن المضاف إليه لما كان في معنى المضاف والمضاف مفعول كان المضاف إليه في حكمه معنى ، فجاز أن يكون ذا حال فإن لحم الأخ هو الأخ وبالعكس ، وكذلك لا فرق بين قولنا اتبع إبراهيم وبين قولنا اتبع ملة إبراهيم (عافية شرح الكافية).