المعلل به) ، أي : اتّحد (١) فاعله وفاعل عامله ، احترز به عمّا إذا كان فعلا لغيره نحو : (جئتك لمجيئك إياي).
(ومقارنا له) أي : للفعل المذكور (في الوجود) بأن يتحد زمان وجودهما ، نحو : (ضربته تأديبا) فإن زمان الضرب والتأديب واحد ؛ إذ لا مغايرة (٢) بينهما إلا بالاعتبار.
أو يكون زمان وجود أحدهما بعضا (٣) من زمان وجود الآخر نحو : (قعدت عن الحرب جبنا) فإن زمان الفعل ـ أعني : القعود ـ بعض زمان المفعول له أعني ايقاع الصلح ـ بعض زمان الفعل ، أعنيك شهود الحرب.
واحترز بذلك القيد عما إذا لم يكن مقارنا له في الوجود نحو :
(أكرمتك اليوم لوعدي بذلك أمس)
وإنما اشترط هذه الشرائط (٤) ؛ لأنه بهذه الشرائط يشبه المصدر ، فيتعلق بالفعل بلا واسطة. تعلق المصدر (٥) به ، بخلاف ما إذا اختل شئ منها.
__________________
ـ انتفاء المشروط مع أنه يوجد كقولك : شكرتني إحسانا مني إليك فإن الإحسان من فعل المشكور لا من الشاكر اللهم إلا أن يحمل على الندرة أو الشذوذ (عافية).
ـ ولقائل أن يقول : إنه منقوض بقوله تعالى : (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً)[الرعد : ١٢] فإن خوفا مفعول له مع أنه ليس فعلا لفاعل الفعل المعلل ؛ لأنه تعالى منزه عن الخوف والطمع ، ونجيب : بأنه لا نسلم أنه مفعول له بل إنه حال من يريكم ، سلمنا أنه مفعول له ولكن على حذف المضاف إليه إرادة خوفكم وطمعكم ، وقيل : التقدير يخافونكم خوفا ويطمعون طمعا (عوض).
(١) قال الرضي بعضهم لم يشترط الاتحاد في الفاعل وهو الذي يقوى في ظني وإن كان الأول هو الغالب وأجاب أبو علي عدم المقارنة في الزمان (ح).
(٢) كأنه قيل : كيف يقع الضرب والتأديب في زمان واحد وأن لكل لا بد من زمان على حدة ، فقال : لا مانع عن وقوعهما في زمان واحد ؛ إذ لا مغايرة بينهما (محمود أفندي).
(٣) أن يكون زمان أحدهما شاملا ومحيطا لزمان وجود الآخر سواء كان الزمان زمان المفعول له أو لا (م).
(٤) فإن قلت : لم حذف الجار من المفعول له إذا اجتمع القيود الثلاثة؟ قلت : ؛ لأنه إذا وجد الشروط المذكورة يكون كالمفعول المطلق في كونه حدثا وكون فاعل العامل والمعمول واحدا وكون المستفاد من العامل والمستفاد من المعمول مقارنين في الوجود فيجري حكم المفعول المطلق والمشبه به وهو كونه منصوبا بلا واسطة في المفعول له المشبه (أحمد نازلي).
(٥) وهذا أحسن ؛ لأنه يقتضي أن يعد المفعول له من الملحق بالمفعول المطلق لا من المنصوبات الأصلية (خوافي).