فِي
الزُّبُرِ) [القمر : ٥٢])
أي : في صحائف
اعمالهم فهو ليس من باب الاضمار على شريطة الفسير ؛ لأنه لو جعل منه لصار التقدير
فعلوا كلّ شيء في الزبر فقوله (فِي الزُّبُرِ) إن كان متعلقا (فعلوا) فسد المعنى ؛ لأن صحائف أعمالهم ليست محلا لفعلهم ؛ لأنهم لم يوقعوا فيها فعلا ، بل الكرام الكاتبون اوقعوا فيها كتابة أفعالهم.
وان كان صفة
لشيء ـ مع أنه خلاف ظاهر الآية ـ فات المعنى المقصود ، اذ المقصود أنّ كلّ شيء هو مفعول لهم كائن في الزبر مكتوب فيها
موافقا لقوله تعالى : ((وَكُلُّ صَغِيرٍ
وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) [القمر : ٥٣]) لا أنّ كل شيء كائن في صحائف أعمالهم هو مفعول لهم ،
فالرفع لازم على أن يكون (كل شيء) مبتدأ والجملة الفعلية صفة
لشيء والجار والمجرور في محل الرفع على أنه خبر المبتدأ تقديره : كلّ شيء هو مفعول لهم ثابت في الزبر بحيث لا يغادر صغيرة ولا كبيرة .
__________________