عليها في كونهما فعليتين نحو : (خرجت فزيدا لقيته) (١) (وبعد حرف النفي) (٢) يعني : (ما ولا وإن) وليس (لم ولما ولن) من هذه الجملة إذ هي (٣) عاملة في المضارع ، ولا يقدر معمولها لضعفها (٤) في العمل نحو : (ما زيدا ضربته) و (لا زيدا ضربته) ولا عمرا (٥) و (إن زيدا ضربته إلا تأديبا).
(و) بعد (حرف الاستفهام) (٦) نحو : (أزيدا ضربته؟).
انما قال : (حرف الاستفهام) (٧) لأنه يختار الرفع في اسم الاستفهام مثل : (من أكرمته؟) ولم يقل همزة الاستفهام ، ليشمل مثل : (هل زيدا ضربته؟) فإنه يجوز (٨) وان
__________________
(١) وكذا يختار النصب في مررت برجل ضارب عمرا ، وهذا تقبلها لعطفه على مشابه الفعل في حكم الفعل فلهذا لم يذكر (وجيه الدين).
(٢) لأنه على تقدير الرفع كان النفي داخلا على الاسم ، وعلى تقدير النصب يكون داخلا على الفعل ودخوله على الفعل أولى ؛ لأنه إنما يتعلق بالنسبة لا بالذات وهي داخلة في مفهوم الأفعال (عوض أفندي).
(٣) قوله : (إذ هي عاملة في المضارع) يعني : أنها عاملة في الفعل المضارع لفظا لا تقديرا ، حتى يقع بعدها اسم منصوب على شريطة التفسير بخلاف ما ، ولا ، وأن ، فإنها غير عاملة ، فيقدر بعدها الفعل الناصب للاسم المنصوب ، فيقال : ما زيدا ضربته ، ولا يقال : لم زيدا أضربه ، هذا لا ، إن ما ذكره من عدم تقدير معمولهما صحيح في غير لا ، لما سيجيء في بحث الفعل ، أن لا يختص من بين الحروف الجازمة للمضارع بجواز حذف الفعل (وجيه الدين).
(٤) قوله : (لضعفها في العمل) ؛ لأن : لم ، ولما ، إنما تعملان بمشابهتهما أن الشرطية من حيث أنهما تدخلان على الفعل المضارع فتنقلان إلى معنى الماضي ، كما أن تنتقل إلى معنى المستقبل مشكوكا فيه ، وإن ، إنما تعمل للحمل على أن المشابهة ؛ لأن المشددة في أن الجملة بعدها في تقرير المفرد ولا شيء منهما تعمل بمشابهة الفعل الذي هو الأصل في العمل فلهذا أضعف عملها (وجيه الدين).
(٥) وإنما قال : ولا عمرا ؛ لأن النافية إذا دخلت على الماضي يشترط التكرار كما في قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) الآية [القيامة : ٣١] (داود).
(٦) لأن الاستفهام بالفعل أولى ، ولذلك كان أزيدا ضربته أحسن من قولك : أزيد ضربته.
(٧) والفرق بين اسم الاستفهام وحرف الاستفهام ، أن اسم الاستفهام يمكن جعله مبتدأ وما بعده خبر له بخلاف حرف الاستفهام فإنه لا يمكن. (هندي).
(٨) كأنه قيل : (لا يجوز دخول هل على الاسم الخ إذا كان بعده فعل) فأجاب بقوله : (فإنه يجوز) إلخ.